“الجولاني يخصص حتى الحدائق العامة”.. تضييق على سكان شمال غربي سوريا

هاني السالم ـ إدلب

“خصخصت هيئة الجولاني كل شيء حتى الحدائق العامة”، عبارة بدأت بها لميس العبود (37 عاماً)، وهي نازحة من حماة وتقيم في إدلب، حديثها عن الحالة التي يرثى لها في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

وتوقعت “العبود” ترميم الحدائق العامة لصالح السكان العاجزين عن دخول الأماكن المدفوعة، “لكن المصيبة أنه تم تحويل الحديقة المثلثة وحديقة المشتل وحديقة الجامعة وغالبية حدائق إدلب العامة لمشاريع استثمارية خاصة بالهيئة”.

وزادت هيئة تحرير الشام من تضييقها على معيشة ومتنفس السكان في إدلب، بعد إخضاعها المساحات الخضراء داخل المدينة “للاستثمار الربحي على يد بعض التجار التابعين لها، لتقضي على متنفس الفقراء في المدينة وتجعل حدائقها حكراً على ذوي الدخول الجيدة”.

ومن أهم الحدائق التي أُعيد تأهيلها حديقة المشتل “التحرير”، حيث كانت ألعاب الأطفال فيها مجانية، “لكن ومع استثمارات الهيئة الفاشلة وتضييقها على الناس، باتت مراكز الألعاب المرغوبة للأطفال مكلفة مالياً وبشكل كبير ومرهقة للأهالي، الأمر الذي يدفع بعض السكان لتجنب دخولها والبقاء في المنزل”، تقول عبير الحسن (29 عاماً) وهي نازحة من حمص.

ويرى محمود السيد (42 عاماً) وهو من سكان إدلب، أنه “لكي تجني تحرير الشام الأموال، استحوذت على الحدائق العامة دون أن تترك أي متنفس للسكان، على عكس المفترض”.

يقول علي الأصفري (47 عاماً) من إدلب وهو مستثمر حديقتي المشتل والمثلثة، لنورث برس: “المناقصة قدمت عبر مكتب الخدمات في حكومة الإنقاذ، بمبلغ 270‪  ألف دولار تكلفة الاستثمار، إضافة لـ120 ألف دولار تقدم لمكتب البيئة والخدمات لتأهيل القسم غير المستثمر من الحديقة، لاستغلاله من قبل مكتب الخدمات لمشاريعهم ومبلغ 5000 دولار سنوياً تدفع لمالية الهيئة مقابل أجرة الأرض”.

ويرى المهندس المدني، عبيدة العلي (33 عاماً) وهو من نازحي سراقب شرقي إدلب، أن خصخصة الحدائق العامة واستثمارها “لأهداف ربحية”، سيدفع إلى “خصخصة المرافق العامة مع مرور الأيام”، كالشوارع والمشافي العامة والمستوصفات وأيضا المدارس التي خصخص معظمها أساساً، “وهنا يتوجب على وزارة البيئة والبلدية ترميم الحدائق والعناية بها لتكون متنفسًا للفقراء الذين لا يجدون إلا قوت يومهم لا أن تستغل هذا الجانب كمصدر تمويل”.

ولم يقتصر الاستثمار على الحدائق العامة في مدينة إدلب والتي تزيد عن 13 حديقة، بل أيضاً تم استثمار الكورنيش الجنوبي لمدينة إدلب عبر زرعه بالمحلات والكافتيريات والألعاب الكهربائية الخاصة وغيرها.

تحرير: تيسير محمد