انتشار حفر وإثارة الغبار.. الطرقات غير المعبّدة تزيد معاناة سكان في الرقة
فاطمة خالد – الرقة
عند خروج محمود من منزله صباحاً، للذهاب إلى العمل في سيارته صار يعرف أي طريق يسلكها، إذ أن بعضها غير صالح للمرور فيه، بسبب الحفر، التي تمنع السيارات من المرور أحياناً لعمق الحفر وكبرها.
يضطر محمود الأحمد (32عاماً)، وهو من سكان الرقة، لأن يتجنب الكثير من طرقات المدينة غير المعبدة، لأن المرور فيها سيسبب أعطالاً في سيارته هو بغنى عن تحمل تكلفة إصلاحها.
يشتكي سكان وسائقون في الرقة من رداءة الطرقات، ويطالبون بتعبيد الرئيسية منها والفرعية، وذلك لأنها تسبب لهم معاناة كبيرة وعرقلة في أعمالهم، بالإضافة لصعوبة المرور من الشوارع الفرعية شتاءً، لا سيما العشوائيات.
يقول “الأحمد” الذي يعمل سائقاً لسيارة أجرة، إن جميع السكان يعانون من رداءة الطرقات وذلك لكثرة الحفر فيها، الأمر الذي يعرقل أعمالهم، ويجبرهم على سلوك طرقات أقل ضرراً، على حد وصفه.
ويضيف لنورث برس، أن نسبة الطرقات التي تم تزفيتها في المدينة؛ منذ خمسة أعوام “قليلة” مقارنة بعددها الكلي، حيث لم تتبنَّ البلدية مشاريع التزفيت سوى لبعض الشوارع الرئيسية.
حتى تلك التي تم تعبيدها مؤخراً “بدأت تتشقق، وتظهر فيها الحفر، وذلك لسوء جودة المواد المستخدمة في عملية التزفيت”، بحسب “الأحمد”.
ولا تقتصر المعاناة من سوء الطرقات على أصحاب السيارات فقط، إذ تفاقم المشكلة معاناة عامة السكان في الرقة، وتصل لأصحاب محلات تجارية، تقع محالهم على شوارع فرعية تفتقر لأبسط الخدمات.
ويعمل إبراهيم البدر(50عاماً)، في أحد هذه المحال في شارع جامع الفواز الفرعي المؤدي إلى شارع تل أبيض الرئيسي وسط المدينة.
ويشتكي الرجل من سوء الشارع وافتقاره إلى الخدمات من تعبيد وصرف صحي ونظافة وغيرها.
ويقول “البدر” لنورث برس، إن شارع جامع الفواز يعتبر حرم جامع، بالإضافة إلى أنه يقع وسط السوق، لذلك يكثر فيه المارة من متسوقين ومصلين وغيرهم.
الأمر الذي يزيد من معاناته منذ أن بدأ العمل في محله في هذا الشارع غير المعبد، وذلك لما يسببه المارة من السكان والسيارات من إثارة الغبار داخل المحل في الصيف وانتشار الطين وتجمع المياه في الشتاء.
ويعتبر شارع تل أبيض وسط المدينة أحد الشوارع الرئيسية، يبدأ من دوار الدلة شمالاً وحتى دوار الساعة جنوباً، ويقع فيه أحد أكبر أسواق الرقة، وتؤدي إليه الكثير من الشوارع الفرعية.
وكسابقه يعاني أيمن محمد (30عاماً)، وهو صاحب محل تجاري في أحد الشوارع الفرعية المؤدية إلى دوار النعيم في الرقة، من كثرة الحفر في الشارع أمام محله.
يقول إنه يعمل منذ أربع سنوات في هذا المكان والمعاناة ذاتها في كل عام، بسبب كثرة الحفر في الشارع الذي لا يزال ترابياً يثير الغبار داخل محله.
ويضيف أنه وأصحاب المحلات في ذلك الشارع، قدموا شكوى إلى بلدية الشعب في الرقة، ولكن لم يستجب أحد لمطالبهم، “يزفتون الطرقات الرئيسية ويتركون الفرعية”.
وتواصلت نورث برس مع بلدية الشعب في الرقة، لمعرفة مشاريع التزفيت وخطتهم لهذا العام، وعدد الشوارع المستهدفة، ولكنها لم تلق أي رد.