دير الزور.. سكان سبع قرى يأملون بخروج القوات الحكومية للعودة لمنازلهم

ماهر مصطفى ـ دير الزور

يأمل جابر العودة لقريته، التي هجرها نتيجة مضايقات أمنية وخوفاً من الاعتقال، بعد أن سيطرت عليها القوات الحكومية وفصائل موالية لإيران.

جابر الفيصل من أبناء بلدة “مظلوم” بريف دير الزور الشمالي، ويقيم مع آلاف العوائل من أبناء القرى السبع المهجرين في بيوت طينية متفرقة لا تحميهم من برد الشتاء ولا تقيهم حر الصيف على أطراف بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي، المحاذية والقريبة من قراهم.

 ورغم سيطرة فصائل موالية لإيران وقوات حكومية على قراهم، إلا أن الأمل بالعودة لا يفارقهم، لكن ذلك الأمل لا يتحقق إلا بخروج القوات الحكومية والفصائل الموالية لإيران منها.

ويرفض سكان القرى السبع، (الحسينية، الصالحية، حطلة، مراط، مظلوم، خشام وطابية)، العودة إلى قراهم بخط الجزيرة على الضفة اليسرى لنهر الفرات، والتي تسيطر عليها القوات الحكومية منذ طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أواخر عام 2017، خوفاً من “سياسة البطش” التي تتبعها القوات الحكومية، بالإضافة للخوف من الاعتقالات التعسفية وحملات التجنيد الإجباري.

يقول “الفيصل”، إن سكان القرى السبع تجمّعوا عدة مرات أمام حقل الكونيكو النفطي، والذي تتمركز فيه قوات التحالف الدولي، للمطالبة بطرد “الميلشيات” من قراهم ليستطيعوا العودة إليها.

ويضيف لنورث برس، أن سكان القرى “يرفضون العودة إلى قراهم خوفاً من بطش الميلشيات الإيرانية وحملات التجنيد الإجباري التي تطلقها القوات الحكومية في كل فترة، إضافة لخوفهم من الاعتقالات”.

ويعاني نحو قرابة 45 ألف نسمة من أبناء القرى السبع المهجرة، والذين يقطنون في بيوت طينية بدائية في بلدات معيزيلة والعزبة بريف دير الزور الشمالي، من شح كبير من المواد الأساسية لمتطلبات الحياة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وغياب دور المنظمات الإنسانية لدعم العوائل.

ولا يزال تيم السالم، من سكان بلدة الحسينية بريف دير الزور الشمالي، منذ ست سنوات يعاني من التشرد والتهجير، في الوقت ذاته يفضّل تحمّل تلك المعاناة على العودة لقريته في ظل سيطرة القوات الحكومية عليها.

وتستمر معاناتهم رغم المحاولات المتكررة للمطالبة بالعودة إلى قراهم، إذ ناشدوا العشائر في دير الزور للوقوف معهم بحق العودة في عدة فعاليات، ورفعوا لافتات تطالب بطرد “الميلشيات الإيرانية” من قراهم، أمام قاعدة التحالف الدولي في حقل كونيكو، لكن دون استجابة.

ويضيف لنورث برس: “العودة إلى قرانا حق شرعي ومطلب أساسي لنا، لكن بوجود النظام وميلشياته من المستحيل العودة، حتى لو اضطررنا لقتال تلك الميلشيات وإخراجها من قرانا، لأن الحرب لا تقل مرارة عن التهجير والذل الذي نعيشها خارج قرانا”.

ويقيم غالبية عناصر الفصائل الموالية لإيران والقوات الحكومية في منازل المدنيين من سكان القرى السبع المهجرة، بحجة أن أهلها يرفضون العودة إليها ومحاربة “النظام” ومطالباتهم لخروجه من تلك القرى.

ومنذ بداية عام 2022 إلى يومنا هذا، نسّق أهالي وسكان القرى السبع المهجرين أكثر من خمس مرات مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، للتظاهر السلمي والمطالبة بعودتهم إلى قراهم وإرسال عدة برقيات لقوات التحالف الدولي تحمل مطالبهم، وشارك في وقفاتهم شيوخ ووجهاء العشائر وجميع أبناء القبائل بدير الزور.

تحرير: أحمد عثمان