منبج.. مخاوف تمنع مزارعي قرى خط التماس من جني محصولهم

فادي الحسينمنبج

يخاف حسين الذهاب لرؤية محصوله في أرضه الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري، والقوات التركية والفصائل الموالية لها، بسبب القنص والقذائف من الجانب التركي، التي قد تودي بحياته في أي لحظة.

حسين الموسى(47عاماً)، من قرية قرة ويران شمال غربي منبج، يقول إنه يرغب بزيارة حقله في كل يوم، لكن هاجس الخوف من استهداف الفصائل الموالية لتركيا له، يردعه عن ذلك.

وتمنع الاستهدافات التركية المتكررة، مزارعي القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية، من الاقتراب، من أراضيهم وجمع محاصيلهم.

يمتلك “الموسى” نحو 12 هكتاراً في القرية، إلا أنه زرع ثلاثة هكتارات فقط، ولم يستطع زراعتها بالكامل خوفاً من سقوط قذيفة تؤدي لاحتراق المحصول وتتسبب له بخسائر كبيرة.

وتتعرض القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل الموالية لها، للقصف المستمر، وسقوط القذائف بشكل عشوائي في الأراضي الزراعية.

ويقول علي المحمود (56 عاماً)، وهو أحد سكان قرية الصيادة شمال مدينة منبج، إن أغلب سكان القرية عزفوا عن زراعة أراضيهم هذا العام، خوفاً من القذائف التركية التي لم ترحمهم ومحاصيلهم في الأعوام السابقة.

ويزيد ذلك في معاناة سكان القرى الواقعة على خط التماس في جمع محاصيلهم، مما يجعلهم يفكرون في العزوف عن الزراعة.

وعند سماع أصوات القذائف يراود “المحمود” هاجس الخوف المستمر على موسمه، الذي يعد مصدر رزق له ولأطفاله، والذي قام بالمغامرة وزراعة الأرض لأنه لا يمتلك خياراً آخر، بحسب قوله.

وزرع ثلاث هكتارات من أرضه التي تبلغ مساحتها سبع هكتارات، متمنياً أن ينتهي الموسم بسلام ويجمع محصوله، وألا يتعرض لأذى وخسائر قد تثقل كاهله في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها سكان المنطقة.

ويشتكي سكان القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل الموالية لها، من القصف التركي العشوائي والمستمر على قراهم والذي يعرّض حياتهم ومحاصيلهم للخطر.

ويجد جمعة الخلف، صعوبة في إيجاد حصادة تذهب لحصاد موسمه في أرضه البالغة مساحتها خمسة هكتارات، والواقعة في الأطراف الشمالية للقرية الواقعة في محاذاة القاعدة التركية المتمركزة هناك.

ويقول الرجل البالغ من العمر (39 عاماً)، وهو أحد سكان قرية اليالني شمال غربي مدينة منبج، إنه منذ اليوم الأول لزراعة الموسم والخوف يلاحقه من فقدانه والتفكير يرهقه بكيفية جمع المحصول في نهاية الموسم، بسبب عدم قبول أي أحد من أصحاب الحصادات الذهاب للأراضي الزراعية القريبة من خط التماس.

ويضيف لنورث برس، أن تكاليف الموسم أصبحت كثيرة عليهم، لأنهم يحصدون مواسمهم عن طريق الأيدي العاملة، وبمبالغ باهظة، إذ أن القليل من العمال يوافقون على الذهاب إلى تلك المنطقة، والتي تعد بالنسبة للسكان مصدر رعب وخوف.

وفي الثاني من أيار/ مايو الجاري، فقد مدني من قرية الأوشرية شمال مدينة منبج حياته نتيجة رصاصة قناص اُطلقت عليه من جهة القاعدة التركية القريبة من القرية، وذلك أثناء عمله بأرضه الزراعية الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والفصائل المسلحة الموالية لتركية.

تحرير: أحمد عثمان