خمس ريات بلا مازوت.. متى ستمنح هيئة الزراعة في كوباني مزارعي الخضار مخصصاتهم؟
فتاح عيسى ـ كوباني
منذ ثلاث سنوات مضت، بدأ مصطفى يزيد مساحة زراعة الخضروات، إذ أنه زرع هذا العام 40دونماً، بعد أن كان يزرع 10 فقط، لكن منغصات تعيق الرجل في عمله وتكبده خسائر إضافية، تأكل جزءاً من أرباحه.
مصطفى جابي (53 عاماً)، مزارع خضار صيفية من قرية “قوردينا” بريف كوباني الغربي، يقول إنه سقى أرضه، بالرية الرابعة، لكنه لم يحصل على مخصصاته من المحروقات حتى الآن، رغم أن ن مزارعي الخضار بدأوا بسقاية أراضيهم منذ منتصف شهر نيسان/أبريل الفائت، بعد نقله شتل الخضار من الهنغارات إلى الأراضي الزراعية.
ويشتكي مزارعو الخضار الصيفية في ريف كوباني من عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة المازوت، رغم أن أغلبهم باشر بسقاية مزروعاته من الخضار للمرة الخامسة.
وتنتشر زراعة الخضار الصيفية في أكثر من ثلاثين قرية من القرى المحاذية لنهر الفرات بريف كوباني الغربي.
ويمتهن “جابي” زراعة الخضار الصيفية منذ أكثر من ثماني سنوات، وزاد مساحة زراعة الخضار الصيفية من عشرة دونمات قبل ثلاث سنوات إلى ثلاثين دونماً في العام الفائت ليزرع أربعين دونماً هذا العام.
دعمٌ معدوم
يضيف المزارع لنورث برس، أن الدعم الذي يتلقاه مزارعو الخضار الصيفية من الإدارة يعتبر “خجولاً”، حيث أنهم يحتاجون إلى مادة المازوت والأسمدة التي تسعر بالدولار، ما يرتب على المزارعين ديوناً في بداية كل موسم زراعي.
ويزرع مزارعو الريف الغربي من كوباني، الخضار الصيفية التي تتضمن “البندورة والباذنجان والخيار والكوسا والفليفلة”، بشكل رئيسي، ومنذ منتصف نيسان/ أبريل، نقل المزارعون “شتلات” الخضار من الهنغارات لزراعتها في الأراضي، ومن حينها بدأوا بسقايتها.
يضطر المزارع لشراء مادة المازوت من السوق السوداء بسعر 300 ألف ليرة للبرميل، أو استدانتها من مزارعي القمح إلى حين منحهم مخصصاتهم من مادة المازوت من الإدارة الذاتية.
وتحتاج زراعة الخضار الصيفية إلى السقاية مرة كل ثلاثة أيام، وكل هكتار إلى نحو 2500 ليتر على الأقل، حيث تحتاج الخضار أكثر من 20 مرة خلال الفترة الممتدة من نيسان/ أبريل، حتى تشرين الثاني/ نوفمبر، يقول “جابي”.
ويطالب “جابي” الإدارة الذاتية بمساعدتهم في تأمين كميات كافية من مادة المازوت ومنحهم قروضاً زراعية وتأمين الأسمدة بسعر مناسب، كي تشجعهم على الاستمرار في زراعة الخضار الصيفية بالمنطقة.
تأمين حاجة السوق
يشير “جابي” أن مزارعي نحو ثلاثين قرية بالريف الغربي لكوباني يزرعون الخضار الصيفية، ويبيعون إنتاجهم في مدينة كوباني، وإرسال ما يزيد عن حاجة كوباني إلى منبج، والقامشلي والحسكة.
ويقول إن زراعة الخضار الصيفية تعود بالفائدة على المنطقة بشكل عام حيث تسد حاجة السكان، وهي أفضل من استيراد الخضار بالدولار من الخارج.
وكما سابقه، زاد حسين رسول (52 عاماً)، وهو مزارع خضار صيفية من قرية القناية بريف كوباني الغربي، مساحة الأرض المزروعة بالخضار الصيفية من ثلاثين دونماً في العام الفائت، إلى أربعين دونماً في العام الحالي.
يزرع “رسول” الخضار الصيفية في المنطقة منذ أكثر من عشرين عاماً، ويقول، إن زراعة الخضار الصيفية تعود بالفائدة على الجميع، حيث تؤمن احتياجات سكان منطقة كوباني من الخضار الصيفية إضافة إلى احتياجات مدينة منبج، ويتم شحن هذه الخضار إلى مدن الرقة والحسكة والقامشلي أحياناً.
ويحتاج مزارعو الخضار الصيفية لمادة المازوت بالدرجة الأولى، بينما الأسمدة والبذار تتوفر في الصيدليات.
سقى المزارع أرضه المزروع بالخضار الصيفية ثلاث ريات، ورغم تقديمه لرخصة زراعية، إلا أنه لم يحصل حتى الآن على مخصصاته من مادة المازوت.
تأمين الخضار بأسعار مقبولة
يقول “رسول” لنورث برس، إن الخضار الصيفية التي تنتجها المنطقة طبيعية وخالية من الهرمونات وتتفوق على الخضار المستوردة بطعمها وسعرها المقبول، كما أن كل فئات المجتمع تستفيد من هذه الزراعة حيث توفر فرص عمل للعمال ولسيارات الشحن وأصحاب محلات سوق الهال.
ويضيف: “كل 20 دونماً مزروعة بالخضار الصيفية تؤمن فرص عمل لعائلة مؤلفة من ستة أشخاص على الأقل على مدار ستة أشهر تقريباً”.
ويبلغ عدد القرى التي يقوم المزارعون بزراعة الخضار فيها في ريف كوباني الغربي 33 قرية، بينما تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالخضار الصيفية فيها هذا العام أكثر من 600 هكتار، مقارنة مع نحو 500 هكتار في العام الفائت، بحسب لجان الزراعة في المنطقة.
كذلك انتهى شاهين أحمد (35 عاماً)، وهو مزارع خضار صيفية من قرية قوشجلي بريف كوباني الغربي، من سقاية محصول البندورة لخمس مرات دون الحصول على أي دفعة من مادة المازوت.
وزرع 15 دونماً بالبندورة، كلفته نحو ثلاثة آلاف دولار، تتضمن أسعار البذور والأسمدة، وتحتاج منه لكمية تتراوح بين 25 و30 برميلاً من مادة المازوت حتى نهاية الموسم.
ويقول “أحمد” لنورث برس، إن القرى البعيدة قليلاً عن الشريط الفراتي، تحتاج إلى كميات أكبر من مادة المازوت، أثناء زراعة الخضار الصيفية، “لأن الآبار فيها أكثر عمقاً، وتحتاج إلى السقاية بمعدل 25 إلى 30 مرة خلال الموسم الواحد”.
حاولت نورث برس التواصل مع هيئة الزراعة، عبر مكتب الإعلام في إقليم الفرات، لمعرفة سبب عدم منح مزارعي الخضار مخصصاتهم من مادة المازوت، إلا أنها لم تحصل على تصريح.