مخالفات وتجاوزات وركن عشوائي.. “فوضى مرورية” تشهدها شوارع الرقة
الرقة – نورث برس
يضطر ماهر لتغيير طريقه في كل مرة يخرج من بيته للعمل أو شراء بعض المستلزمات من السوق، وهو روتين يومي، ولكنه قد يستغرق يومه كاملاً.
ويجبر ماهر الخليل (33عاماً)، من سكان الرقة، بحكم عمله كسائق سيارة أجرة، على المرور بجميع شوارع المدينة، بحسب ما يستوجبه عمله، لكن أزمة مرورية في شوارع مدينة الرقة، تفاقم معاناته.
وتشهد شوارع الرقة “فوضى” مرورية، نتيجة ركن السيارات على جانبي الشوارع، وعدم الالتزام والتقيّد بقواعد السير، والإشارات المرورية، فضلاً عن انتشار الركام، واستغلال الشوارع من قبل أصحاب الإنشاءات الحديثة.
يقول “الخليل” إن الأزمة المرورية في شوارع مدينة الرقة الرئيسية “خاصة”، سببها عدم التنظيم والالتزام بقواعد المرور من أصحاب السيارات، إضافة للركن العشوائي.
وتم تخصيص مواقف مأجورة في بعض الشوارع الرئيسية مثل شارع تل أبيض، “هذه المواقف تسبب ضيقاً في الشوارع مما يؤدي إلى أزمة مرورية خانقة للسيارات”، على حد وصفه.
ويشتكي أصحاب سيارات ومارّة من سكان الرقة، من أزمة مرورية “كبيرة” في شوارع المدينة، ويرى البعض أنها تعرقل أعمالهم وتسبب مشاكل كثيرة وحوادث.
ويتعرّض “الخليل” للكثير من المشاكل بسبب هذه الأزمة، منها عرقلة العمل والتأخير الدائم بالوصول إلى حيث يريد، ناهيك عن المشاكل مع أصحاب السيارات الأخرى.
وعلى الرغم من سوء الطرقات الفرعية التي قد تتسبب بأعطال كثيرة لأصحاب السيارات وتستهلك الكثير من المحروقات، إلا أنهم يضطرون للمرور منها، لتجنب الازدحام.
وهذا ما يحصل مع عيسى رمضان (22عاماً)، وهو سائق سيارة أجرة في الرقة، عندما كان يوصل مريضة إلى المستشفى، إذ أن الأمر استغرق منه نصف ساعة حتى استطاع إيصالها إلى أقرب مستشفى.
وتجد سيارات الإسعاف والطوارئ صعوبة في الوصول إلى المكان المطلوب، بسبب ضيق الشوارع، والازدحام الشديد نتيجة الركن العشوائي للسيارات على جانبي الشوارع.
ويحمل “رمضان” (الترافيك) مسؤولية حل مشكلة الأزمة المرورية، وإيجاد تنظيم لعملية السير، تجنباً للحوادث وعرقلة حركة العمل في الشوارع الرئيسية وعند إشارات المرور.
وتشتد الأزمة المرورية عند إشارات المرور، وخاصة عند “دوار الدلة” وسط المدينة، وعند تقاطع شارعي تل أبيض و23شباط، حيث وسط المدينة، وتكثر فيها حركة السكان والسيارات.
ولأحمد العلي (33عاماً)، وهو من سكان الرقة، وجهة نظر مختلفة بعض الشيء عن سابقه، حيث يرى أن الأزمة المرورية في المدينة بشكل عام سببها هو عدم الالتزام بإشارات المرور.
بالإضافة إلى الفترة الزمنية القصيرة بين الإشارات المرورية، مما يسبب ازدحاماً واصطداماً بين السيارات وكثرة المشاكل بين أصحابها وانتشار الحوادث، طبقاً لقوله.
ويضيف لنورث برس، أن ما يزيد الازدحام المروري في الرقة هو الكثافة السكانية، التي يكون سببها توافد السكان من المدن الأخرى إلى الرقة، لكونها أكثر أماناً واستقراراً.
وازدادت مشكلة الازدحام نتيجة الإدخال العشوائي للسيارات “الأوروبية”، والذي أوقفته الإدارة الذاتية مؤخراً، فيما يقدّر عدد سكان الرقة بأكثر من 800 ألف نسمة.