سكان من عفرين خسروا أراضيهم بسبب زلزال شباط
عفرين ـ نورث برس
لم يكن حلم شيار سيدو، (48 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة عفرين شمالي حلب، بالكبير جداً في سعيه لتحسين إنتاج أرضه من الزيتون لهذا العام، بهدف توفير بعض المال لشراء ألبسة جديدة ووضعها في محل تديره ابنته “نرجس” بهدف تحسين دخلهم المادي.
لكن الحلم ورغم صغره، إلا أنه تبدد، والمسافة بينه وبين تحقيقه باتت طويلة بل شبه مستحيل بعد زلزال 6 شباط الفائت، الذي حول الحلم إلى هباء كما حول الأبنية لركام.
المجلس المحلي وبحسب “سيدو”، استولى على أرضه لبناء مخيم إيواء لمتضرري الزلزال، وبدأ بقطع الأشجار لتفريغ مكان لنصب الخيام وفرش الأرض بطبقات من الرمل الأبيض لنصب الخيام عليها.
يقول “سيدو” لنورث برس: “قطعت آليات المجلس المحلي 60 شجرة موزعة على مساحة 500 متر مربع، سرق بعضها وبعضها استطعت أن أجمعه وأذهب به لمنزلي خشية سرقته أيضاً”.
وضاع حلم الرجل في جمع مبلغ لتسيير أمور منزله، “بعد ذلك الزلازل وتسلط المجلس على أرضي وجعله مستوطنة جديدة لا يدخلها إلا من له صلة وقرابة بأعضاء المجلس أو قيادات فصائل المعارضة”.
اقرأ أيضاً:
- بعد أشهر على الزلزال.. “سرقات” بالجملة بريف عفرين
- بعد الزلزال.. الانتهاء من أعمال بناء مستوطنة جديدة بريف عفرين
- مجلس محلي تابع لتركيا يستولي على خيم مخصصة لمنكوبي الزلزال بعفرين
- لبيعها إلى المشردين جراء الزلزال.. فصيل موالٍ لتركيا يقطع أشجار زيتون في عفرين
ومع فقدان أغلب سكان منطقة عفرين لمنازلهم، سواء بسبب انهيارها أو تصدعها وخشية الإقامة فيها، لجأت الغالبية إلى إقامة الخيام العشوائية في محيط المدن والبلدات، فارين بأرواحهم من الزلزال وما أعقبه من هزات ارتدادية لم يكن بعضها بأقل رعباً للسكان من الزلزال الأول.
وكان غالبية السكان قد فروا بأرواحهم حاملين بعض المتاع مما خف وزنه إلى الخيام المتناثرة هنا وهناك.
يروي رضوان حنان (47 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة عفرين، لنورث برس، أنه ومع شدة برودة الجو، وفقدان الغالبية من ساكني المخيمات للتدفئة بسبب فرارهم من منازلهم خوف الموت، وبسبب ضعف التنسيق لوصول المنظمات إلى قاطني الخيم العشوائية بمحيط المدينة، لجأ الكثير من قاطني تلك الخيام إلى قطع أشجار الزيتون وجعلها في مواقد تلك الخيام للتدفئة عليها، دون أي اعتبار لقدسية تلك الأشجار في أعين أصحابها.
ويشير إلى الأشجار وكيف تم قطعها، “شجرة مقطوعة من الجذع هناك، وشجرة فقدت أغلب أغصانها هنا، وشجرة باتت في مدفأة بعض ممن سولت لهم أنفسهم قطعها وإحراقها في الموقدة دون أخذ اعتبار لحسرة صاحبها عليها”.
يضيف “حنان”: بدأت اتفقد أشجاراً في محيط حي الأشرفية، لأجد كل يوم أشجاراً مقطوعة قام بتحطيبها أهل الخيام المنتشرين في أرضي، دون إذن مني أو سماح”.
ولم تكن أشجار الرجل وحدها من ذاقت القطع فحسب، بل إن غالبية أشجار السكان الأصليين بمحيط المدينة ذاقوا ما ذقت من قطع وتحطيب وحتى بيع لأشجار “لها من الرمزية في قلوبنا ما لم يحفظه أولئك الأشخاص الذين اعتدوا عليها”.