إعلان حرب جادة ضد المخدرات في سوريا.. الأردن ينفذ تهديداته

درعا ـ نورث برس

يبدو أن نتائج اجتماع عمان التشاوري الذي عقد في الأول من أيار/ مايو الجاري، في العاصمة الأردنية عمان وضمن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق ووزير خارجية سوريا، بدأت تظهر من خلال الغارات التي شنها طيران الجيش الأردني، فجر أمس الاثنين، على منطقة في الجنوب السوري.

وهدد الأردن على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي، في لقاء مع قناة CNN الأمريكية، يوم السبت الماضي، بشن عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية لاستهداف مهربي المخدرات.

وعلى الرغم من عدم الإعلان الرسمي من قبل الحكومة الأردنية مسؤوليتها عن قصف أهداف داخل الأراضي السورية، إلا أن جميع المؤشرات تدل على أن طائرات أردنية هي من قصفت مناطق في جنوبي سوريا.

وأمس الاثنين، قتل مرعي رويشد الرمثان (45 عاماً) مع ستة من أطفاله بالإضافة لزوجته فيما لا تزال طفلة ترقد في العناية المركزة بعد غارتين نفذتمها طائرتان تابعتان للجيش الأردني.

مصادر محلية قالت لنورث برس، إن أصوات الطائرات جاءت من اتجاه الأراضي الأردنية، وأطلقت عدد صواريخ في ريف درعا الغربي.

وكان سكان المحافظات الشمالية في الأردن، أشاروا إلى سماع صوت طائرات خرجت باتجاه الأراضي السورية.

اقرأ أيضاً:



موقع “ألما” الإسرائيلي، قال في تقرير له يوم أمس الاثنين، إن طائرات سلاح الجو الأردني هي من نفذت الهجمات على موقعين في جنوبي سوريا.

ووصف الموقع، الهجوم الذي شنه الجيش الأردني “بغير العادي” على هدفين مرتبطين بصناعة أدوية الكبتاغون في جنوبي سوريا.

وأضاف الموقع الإسرائيلي، أن المواد الخام فقط لإنتاج الكبتاغون (المنتجة بشكل أساسي في لبنان والمنطقة السورية بالقرب من الحدود اللبنانية في القلمون) يمكن نقلها إلى الجنوب السوري، وليس المنتج النهائي. ولا تحتاج معدات وأماكن إنتاج وتخزين الكبتاغون إلى مبانٍ متطورة، بل إنها تتم أحيانًا داخل منازل خاصة وأماكن أخرى، كما يتضح أيضًا من أهداف الهجوم الأردني.

إعلان حرب

الناشط الإعلامي مؤمن أحمد، من موقع اللجاة برس، قال لنورث برس، “لاشك أن مرعي رويشد الرمثان، من أبرز تجار المخدرات وله ارتباطات كبيرة مع أسماء كبيرة بداخل سوريا وخارجها”.

وأضاف أن “الرمثان يعد المطلوب رقم واحد للأردن بسبب عمله في تجارة المخدرات، ولديه عشرات المجموعات التي تعمل في التهريب”.

وأفاد الناشط الإعلامي، أن “الرمثان” أصبح خلال السنة الأخيرة “الممول الرئيسي للمواد المخدرة في الجنوب السوري، حيث أن المخدرات تصله بشكل مباشر من لبنان إلى السويداء قبل أن يقوم بنقلها إلى الأردن”.

ولا يستبعد “الأحمد” أن تكون الضربة الأردنية لـ”الرمثان” هي “أحد شروط عودة دمشق للجامعة العربية”، ولكنه قال إن “قتل الرمثان هو تبديل لتجار المخدرات لا أكثر”.

وشدد على أن الغارات الأردنية “هي الأولى من نوعها وتعتبر بمثابة حرب على تجار المخدرات وخاصة من لهم ارتباط وثيق بحزب الله اللبناني”.

“ورقة بيد دمشق”

يبدو أن مبدأ “خطوة بخطوة” الذي بدأ يعيد الشرعية للسلطات السورية، جاء فقط عبر التخلص من بعض تجار مخدرات كانوا تحت تبعية الأجهزة الأمنية باعتراف شخصي من معظمهم، ويرى مراقبون أن السلطات السورية “نجحت” فيما تسعى إليه، “عبر ابتزاز دول الجوار والضغط عليهم بورقة تهريب المخدرات”.

العميد عبد الله الأسعد مدير مركز رصد للدراسات الاستراتيجية، قال في حديث لنورث برس، إن الضربات الجوية التي شنت على أهداف في جنوبي سوريا “تمت بالتنسيق بين الأردن ونظام الأسد للتخلص من هذه المجموعات التي تقوم بتهريب المخدرات”.

وأضاف “الأسعد”، أن “ما يتم الآن هو مدروس سابقاً من قبل نظام بشار الأسد من خلال الفرقة الرابعة وباقي التشكيلات التي عملت على دعم وتسهيل عمليات التهريب بشكل مقصود للضغط على كل الدول”.

وشدد على أن “النظام السوري استخدام عمليات تهريب المخدرات كأدوات ضغط من أجل الاعتراف به، ويقدم المساعدة في مكافحة المخدرات التي هو يدعمها أساساً، أو يكون لسان حاله يقول: نغرقكم بالمخدرات”.

ونوه “الأسعد”، إلى أن أحد شروط عودة سوريا للجامعة العربية هو الانتهاء من ملف المخدرات الذي بات يقلق العديد من الدول وأبرزها الأردن.

وأشار إلى أن الضربات الجوية التي نفذها الطيران الأردني “مفيدة للجانبين الأردني والنظام السوري”، حيث أن فائدته للأردن تكون من ناحية “التخلص من مهرب يغزو المملكة ويغزو عقول الشباب ويخرب المجتمع الأردني”، و”مفيد لنظام الأسد أنه بدأ بالتنسيق مع الأردن للتخلص من شبكة المخدرات”.

ويعتقد “الأسعد” أن تتكرر هكذا ضربات مستقبلاً، وتستهدف مصانع أخرى في درعا “وأشخاص آخرين معروفين لدى  الجميع”، حسب قوله.

إعداد: إحسان محمد ـ تحرير: تيسير محمد