سياسيون من درعا ينتقدون مبادرة الإدارة الذاتية ويعتبرونها تعويماً لدمشق

درعا ـ نورث برس

تباينت آراء سياسيين في درعا بشأن مبادرة الحل في سوريا والتي طرحتها الإدارة الذاتية، لكن القاسم المشترك فيما بينها كان رفض “النظام السوري” الذي كان وما زال السبب فيما وصل إليه السوريين الآن.

وفي ظل ما تشهد الساحات الدولية والعربية من اجتماعات تشاورية متلاحقة، وبين الحديث عن مفترق طريق يتعلق بالحل السياسي في سوريا، طرحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مبادرة يقول القائمون عليها إنها ضرورية لتحمل كل سوري مسؤولية الحل في البلاد.

العميد منير الحريري، المُنشقّ عن القوات الحكومية، والمُقيم في الأردن، قال لنورث برس، إن سكان درعا كباقي السوريين، “فهم مع أي جهد جمعي قادر أن يحقق حلاً للسوريين جميعاً على مستوى الوطن وليس على مستوى درعا فقط”.

اقرأ أيضاً:



وأضاف “الحريري”، أن أي مبادرة هي “مفيدة وهامة إذا كانت نابعة عن سوريين ولهم موقف واضح وثابت من الثورة بالأساس وهذا غير موجود في مبادرة الإدارة الذاتية”.

وشدد على أنه “إذا كان هناك تغيير في المواقف وشيء جميل يجمع السوريين فنحن جميعا معه”.

وأردف “إذا كانت هذه المبادرة مدفوعة لتخليص النظام السوري من ورطة عربية وطرحها على أنها مبادرة سورية سورية مثل اتفاق سوتشي الذي كان على هذا الأساس نحن لسنا معها”.

وأعرب عن اعتقاده أن هذه المبادرة “بمعية النظام، وتعتبر رافعة له ومخرجاً له من أزماته”.

“عدم التعويم”

يرى أحد الناشطين من داخل محافظة درعا، أن فكرة أي مبادرة داخلية، مهمة للسوريين، ولكن بحسب قول الناشط، “يجب عدم التعويل في طرح المبادرة على التقارب العربي مع النظام لأن هذا التقارب يندرج فقط تحت سيطرة المصالح الدولة المحركة لهذا التقارب”. 

وشدد الناشط الذي فضل عدم ذكر اسمه، على رفض “أي مبادرة تعتمد على الحوار مع نظام الأسد”.

وقال لنورث برس: “لا حوار مع قاتل أطفالنا  لا حوار مع من هدم المدن بالبراميل المتفجرة، لا حوار مع من هجرنا وحولنا إلى شتات في دول الجوار والعالم”.

وعن بعض النقاط المهمة في المبادرة التي يجب على كل سوري أن يتحاور فيها، أعرب الناشط عن تشجعه لمبادرة الإدارة الذاتية على استقبال اللاجئين وتقاسم الثروات.

ويرى الناشط أنه “لا يوجد منتصر لغاية اليوم في الحرب السورية، وعلى جميع الأطراف عدم التعامل مع النظام كسلطة أمر واقع فهو المتغير الوحيد في المستقبل السياسي السوري”.

فشل في التوقيت

الصحفي والباحث حسام البرم المقيم في فرنسا، قال لنورث برس، إنه يشجع أي مبادرة تكون خارج القرار الدولي 2254، “لأن مسار أستانا ومسار سوتشي هكذا بدأ، بمبادرة إطار قرار 2254، ورأينا نتاجهما”.

وأشار إلى أن مبادرة الإدارة الذاتية، سياسياً “لا تصلح في التوقيت الحالي أبداً، لأنها ستصب في مصلحة طرف واحد فقط هو النظام و الروس، بالتالي المبادرة ولدت ميتة لأنها طرحت في وقت حساس للغاية”.

وأوضح “البرم” بأنه “لا يوجد قدرة على تنفيذ هكذا مبادرة في ظل الوضع السياسي، لذلك الأفضل هو التمسك حالياً بالقرار الدولي 2254”.

وأثنى “البرم” على المبادرة “جيدة ووطنية من حيث المحتوى والبنود”، ولكن أشار إلى أنه “لا يمكن تطبيقها بهذه الفترة الزمنية أو في هذه المرحلة السياسية التي ولدت فيها، فالتعقيدات شديدة جداً ويوجد حساسية عالية تشكل خطورة على الملف الأساسي، ولا يمكن القبول بأي مبادرة خارج 2254 حالياً”.

إعداد: إحسان محمد ـ تحرير: تيسير محمد