هاجس القذائف التركية يؤرق مزارعي قرى خط التماس في منبج

منبج – نورث برس

في إحدى القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية، يشعر فيصل، بالخوف من القذائف التركي التي قد تطيح بموسمه من القمح، وتذهب بتعبه أدراج الرياح، لا سيما في ظل التكاليف الباهظة التي دفعها.

فيصل العيسى(42عاماً)، من سكان قرية الجات شمالي منبج، شمالي سوريا، يقول لنورث برس، إن القوات التركية والفصائل الموالية لها، تتعمد استهداف قراهم في كل عام في وقت الحصاد، ما يتسبب بأضرار في محاصيلهم.

وتتعرض القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل الموالية لها، للقصف المستمر، ونزول القذائف بشكل عشوائي في الأراضي الزراعية، الأمر الذي يتسبب بحرائق في الأراضي المزروعة بمحصول القمح.

ويبدي الرجل، الذي زرع أرضه التي تبلغ مساحتها 4 هكتارات بالقمح، خوفه على محصوله الذي من الممكن أن يتعرض للقصف والحرق، نتيجة استهداف القرية من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها، حيث تقوم في كل موسم باستهداف أراضيهم.

ومنذ اتفاقية وقف إطلاق النار بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وتركيا، برعاية أمريكا وروسيا، يتم خرقها باستهداف المناطق الحدودية وقرى خط التماس، بيد أن ذلك القصف يتسبب أحياناً بحرق المحاصيل.

الأمر الذي يتسبب بخسائر كارثية لسكان القرى، لا سيما أن غالبيتهم يعتمد على الزراعة لتأمين معيشته، ويعتبر القمح من المحاصيل الأساسية بالنسبة لهم، وما يثير مخاوف “العيسى” وأقرانه، ضياع الموسم الذي كلفهم مبالغ طائلة.

كما يشتكي مزارعو القرى البعيدة عن خط التماس من ارتفاع تكاليف محصول القمح، وباتت التسعيرة المتدنية الهاجس الشاغل لهم، وتضاف تلك لمعاناة مزارعي قرى خط التماس.

على بعد كيلو مترات قليلة، وعلى خط التماس، يعيش أدهم حالة الخوف ذاتها التي يعيشها سابقه، على موسمه، ويعد هذا المحصول مصدر رزق أساسي له ولعائلته، وبنى عليه آمالاً.

يقول أدهم العبادي (38 عاماً)، وهو أحد سكان قرية الأوشرية شمالي منبج، إن قرار العزوف عن زراعة أرضه بسبب الخوف من القصف التركي، يتخذه في كل عام، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة تجبره على المجازفة، ليأمن معيشة عائلته المكونة من 5 أفراد.

ويضيف لنورث برس: “آمالنا وطموحاتنا كبيرة بالموسم هذا العام، كونها سنة خير، والأمطار الكثيرة أنعشت المحصول، إلا أننا بحاجة لمن يحمي أراضينا ومحاصيلنا من القذائف؛ ويوقف القوات التركية عن انتهاكاتها بحق سكان المنطقة”.

ولأن المعاناة ذاتها لدى مزارعي القرى على خط التماس، يتخوف غانم، وهو من سكان قرية الكاوكلي شمال غربي منبج، على محصوله، الذي لا يعلم كيف يحميه من القذائف والتي لم تتوقف منذ سنوات، وقد تتسبب بحرائق.

يقول غانم العلي (45 عاماً)، إن سكان القرية في كل موسم “يذوقون الويلات منذ بداية زراعتهم، إلى حين الحصاد، بسبب خوفهم على رزقهم وقربهم من خطوط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل الموالية لها”.

حصاد الخوف

ويضيف لنورث برس، أنهم يحصدون مواسمهم عن طريق الأيادي العاملة، لرفض أصحاب الحصادات الذهاب إلى تلك القرى الخطرة، والتي من الممكن أن تتعرض حصاداتهم للاستهداف أو القنص من الجانب التركي.

ويزيد ذلك في معاناة سكان تلك القرى في جمع محاصيلهم وزيادة التكاليف التي يدفعونها، مما يجعلهم يفكرون في العزوف عن زراعة أراضيهم، ويقول بلهجته العامية: “بدنا نترك زراعة أراضينا لبين الله ما يفرجها علينا”.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: أحمد عثمان