دير الزور.. ارتفاع الأسعار وقلة الدعم يُجبر أصحاب منشآت صناعية على الإغلاق

دير الزور – نورث برس

بالكاد يجني أحمد مصروف عائلته اليومي من عمله في ورشته، وتمره أيام دون أن يُدخل ليرة واحدة لجيبه، بعد تراجع عمله وارتفاع الأسعار.

يشتكي أحمد الهلال (39عاماً) من سكان قرية محيميدة 12كم غربي دير الزور، شرقي سوريا، لديه “مخرطة”، يُعيل منها 6 أشخاص، من تدني مدخوله، في ظل ضعف الدعم المقدم له، وارتفاع الأسعار.

ويشتكي أصحاب المنشآت الصناعية في دير الزور، من تراجع عملهم خلال الفترة الماضي، بسبب الظروف التي مرت بها المنطقة، وارتفاع الأسعار وعدم القدرة على التصريف، ما أدى لتوقف الكثير منهم عن العمل.

يقول “الهلال” لنورث برس، إن الدعم المقدم له “قليل جداً”، ويقتصر على المحروقات، وهي ذات نوعية “سيئة”، وتتسبب بأعطال في آلاته، الأمر الذي أثر على عمله.

ويطالب الرجل بتقديم الدعم اللازم لأصحاب المنشآت، لما لهم دور في النهوض باقتصاد المنطقة، وتوفير فرص عمل لسكان.

وتشهد مناطق دير الزور وضعاً اقتصادياً “متردياً”، نتيجة نقص الدعم، وقلة المنظمات العاملة، التي تتخذ من الوضع الأمني حجةً، لعدم توجهها للمنطقة، بسبب نشاط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

بينما أثّر ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، على عمل محمود العبد (35عاماً)، وهو من سكان قرية الحصان 10كم غربي دير الزور، ولديه محل لصناعة الحلويات.

ومؤخراً، انهارت قيمة الليرة إلى مستويات قياسية أمام الدولار الأمريكي، ووصلت إلى 8250 ليرة للدولار الواحد، ما أثّر سلباً على غالبية سكان شمال شرقي سوريا.

ويعمل “العبد” في تصنيع الحلويات منذ 17عاماً، لكنّ عمله تراجع “بشكل كبير” خلال الفترة الماضية، بعد الارتفاع الكبير في الأسعار، والذي أثر على مبيعاته، بسبب التضخم في الأسواق، وتدني القدرة الشرائية للسكان.

وارتفعت أسعار المواد التي تدخل في صناعة الحلويات كالزيت والسمنة، والسكر، الذي يشهد بين الحين والآخر أزمة، تصل إلى فقدان المادة من الأسواق وارتفاع أسعارها، حيث وصل مبيع الـ 10كغ من السكر إلى نحو 100 ألف ليرة.

وتدعم غرفة الصناعة أصحاب محال الحلويات 2طن من السكر على دفعتين شهرياً، الأولى في 5 الشهر والثانية في 25 من الشهر ذاته، بحسب غرفة الصناعة بدير الزور.

ويطالب الرجل كما سابقه، بزيادة الدعم لأصحاب المنشآت، لاسيما المحروقات، والطحين والسكر، كما أنه حاول مراراً أن يحصل على مخصصات أكبر منها لعمله، لكنه فشل.

كما يطالب حمد الخلف (40عاماً) من سكان قرية الجيعة 13كم غربي دير الزور، بزيادة مخصصات مادة المازوت، وتقديم المادة بنوعية “جيدة”، لمحل الحدادة الذي يمتلكه ويعمل فيه.

ومثل حال سابقيه، أدى انهيار العملة وضعف القدرة الشرائية لسكان، إلى تراجع عمله، ويشير إلى أن ذلك دفعه للتفكير بإغلاق المحل، كحال أصحاب مهن تركوها، نتيجة تراجع عملهم.

بينما تكشف سهام الإبراهيم، وهي مسؤولة التواصل في غرفة الصناعة في دير الزور، عن مشاكل بين هيئة الاقتصاد وغرفة الصناعة، وهي السبب بقلة الدعم لأصحاب المنشآت.

وتتجلى المشاكل بعدم وجود تنسيق بين الجهتين، “هذا سبّب صعوبات كثيرة ضمن عملهم بدعم المنشآت الصناعية في دير الزور”، وفق قولها.

وغرفة الصناعة مسؤولة عن أصحاب المنشآت الصغيرة والكبيرة، والتي يبلغ عددها 470 منشئة في دير الزور، جميعها بحاجة إلى دعم.

إعداد: إيمان الناصر – تحرير: أحمد عثمان