سوق الماشية في القامشلي.. أمطار تنعشه وأسعار تكبّله

القامشلي – نورث برس

تفاجئ رستم الذي اعتاد بين الفترة والأخرى ارتياد سوق الماشية في القامشلي، شمال شرقي سوريا، لشراء رأس أو رأسين من الأغنام لتأمين حاجة أسرته من اللحوم، بارتفاع الأسعار لأكثر من ضعفين مقارنة قبل نحو شهرين.

ويقول رستم علي (50 عاماً) وكان يعمل تاجر عقارات في القامشلي، عقب شرائه لرأسين من الأغنام: “اشتريت الخاروف بمليون ومئة وخمسين ألف ليرة (نحو 150 دولاراً(، وهذا المبلغ باهظ بالنسبة للموظف العادي الذي يتطلب جمعه منه البقاء ثلاثة أشهر بدون أكل وشرب حتى شراء رأس ماشية واحد”.

وتشهد سوق الماشية في القامشلي، مؤخراً، زيادة في الأسعار خاصة بعد الأمطار الغزيرة التي أدت إلى زيادة المساحات الخضراء، وبالتالي توفر على المربين ثمن أعلاف لمواشيهم، عقب موسمين كارثيين بالنسبة للمربين.

وتكبد مربو الماشية في عموم مناطق شمال شرقي سوريا، خسائر مادية كبيرة جراء شح الأمطار وغلاء سعر العلف الصناعي خلال الموسمين الماضيين، مما هدد بزوال هذا القطاع الذي يحتل المرتبة الثانية بعد الزراعة في المنطقة والذي يعتمد عليه معظم سكانها كمصدر للدخل.

وهذا العام تفاءل المربون بانتعاش حركة سوق الماشية، لكنهم اصطدموا بضعف القدرة الشرائية لشريحة كبيرة من السكان المحليين، ولا سيما استمرار نزيف العملة السورية التي وصلت إلى 8200 ليرة أمام الدولار الأمريكي.

وأسهمت الأمطار بزيادة أسعار الماشية بنسبة تراوحت ما بين 50 – 75 %، ومع هذه النسبة قفزت الأسعار إلى أكثر من مليون ونصف المليون ليرة سورية كحد وسطي لرأس الماشية الواحد، وفق ما يقول معاذ السيد، وهو تاجر للماشية بالقامشلي، لنورث برس.

وتمنع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا منذ الـ 13 من آذار / مارس الفائت، تصدير المواشي إلى خارج مناطقها حتى إشعار آخر.

ورغم انتقادات التجار لهذه الخطوة، إلا أن مسؤولين في الإدارة الذاتية شددوا على أن قرار المنع “هدفه الحفاظ على الثروة الحيوانية في المنطقة” والتي تضررت خلال العامين الفائتين بالإضافة إلى خفض الأسعار.

ويصف السيد حركة البيع والشراء بـ”المقبولة” رغم ارتفاع الأسعار، معرباً عن أمله في أن تساعدهم الإدارة الذاتية في خفض سعر العلف الصناعي الذي وصل إلى نحو 330 دولاراً بعدما كان بـ 290 دولاراً قبل عدة أشهر.

ويشير التاجر إلى أن شكاوي السكان من ارتفاع الأسعار “محقة”، لكن “ليس باليد حيلة، فكل شيء مرتبط بالدولار”.

وعلى وقع الانتقادات لأسعار اللحوم، أصدرت هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية تعميماً في 29 آذار / مارس الفائت، حددت سعر بيع اللحوم الحمراء بـ50 ألف ليرة للكيلو غرام الواحد.

لكن هذه التسعيرة دفعت أصحاب المحلات إلى تنظيم إضراب في بعض المناطق، فيما أغلق البعض محلاتهم بسبب الخسائر التي سيمنون بها.

ويقول الجزار منهل الخزيم، بأن سعر كيلو اللحوم يصل إلى 60 ألف ليرة وأكثر على البائع، مبيناً أن كافة الباعة لا يلتزمون بقرار هيئة الاقتصاد لكونه غير منصف مقارنة مع ارتفاع الدولار والعلف، خاصة في ظل انعدام حركة البيع.

ويضيف: “سابقاً كنا نبيع 10 خرفان حالياً بالكاد نبيع واحدة، والجزارين يتجهون لإغلاق محلاتهم، كون الأسعار باهظة جداً”.

إعداد: دلسوز يوسف ـ تحرير: تيسير محمد