سياسيون من السويداء: مبادرة الإدارة الذاتية محاولة للتعويض تصطدم بأيدلوجية حكومة دمشق

السويداء ـ نورث برس

يرى محللون سياسيون في السويداء، جنوبي سوريا، أن مبادرة الحل السلمي التي اقترحتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، هي محاولة لتعويض التقارب الذي يحصل بين دمشق وأنقرة والأولى ودول عربية، إلا أنها تصطدم بأيدلوجية “النظام السوري”.

وفي ظل ما تشهد الساحات الدولية والعربية من اجتماعات تشاورية متلاحقة، وبين الحديث عن مفترق طريق يتعلق بالحل السياسي في سوريا، طرحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مبادرة يقول القائمون عليها إنها ضرورية لتحمل كل سوري مسؤولية الحل في البلاد.

الكاتب الصحفي حافظ قرقوط، يقول لنورث برس، إنه “من الجيد أن يقدم السوريون مبادرات، فهم الأَولى بقضيتهم وهم المعنيون بإيجاد الحلول لما يجري في البلاد”، وشدد على أهمية فتح قنوات للحوار بين جميع مكونات الشعب السوري والجلوس على طاولة التفاوض.

وأثنى “قرقوط” على المبادرة “فهي تملك نقاطاً مهمة كطرح مسألة اللاجئين، وتوزيع الثروات، بالإضافة إلى دراسة شكل الدولة القادمة والتأكيد على الاعتراف بجميع مكونات الدولة السورية ومكافحة الإهاب بكل أشكاله”.

وأضاف أن المبادرة، “تحوي عناوين مهمة ولكن تحتاج للتوسع لتكون متكاملة مع المشهد السوري لإيجاد منافذ لتطبيقها”.

ولكن الكاتب السياسي، لفت إلى وجود نقص في المبادرة “وهو عدم تأكدها على فكرة العدالة الانتقالية ومحاسبة نظام الأسد على جرائم الحرب التي ارتكبها بحق الشعب السوري، إذ بدونها لا يمكن إعادة صورة سوريا كدولة”.

ويخشى “قرقوط” أن تكون هذه المبادرة “نتاج أزمة تعاني منها الإدارة الذاتية بعد المفاوضات الحاصلة بين روسيا وتركيا وإيران والنظام، التي ستكون على حساب شمال وشرق سوريا والانفتاح الحاصل من الدول العربية”.

معوقات نجاح

الكاتب السياسي، شدد على أن “حكومة النظام لا يمكن أن تفاوض في مبادرة الإدارة الذاتية، فالنظام ما زال يعالج القضايا بديكتاتورية مدموجة بأيدلوجية قاسية ويريد سوريا كلها له كما كانت سابقاً، وهنا مقتل المبادرة”.

وبالنسبة لقوى المعارضة السورية، يرى “قرقوط”، أن المبادرة “لم تقدم شيئاً، خاصةً أنها لم تبدد مخاوفهم من ضرورة تحقيق عدالة انتقالية”.

ويقول الدبلوماسي السابق صقر الملحم، لنورث برس: “لا يمكن التعويل على مبادرات داخلية فجميع المبادرات هي من تخطيط النظام وإنتاجه”.

ويشير الدبلوماسي إلى أن “من لم يتعلم من تجربة أكثر من عشرة سنوات مع النظام، ومازال لديه مجرد تفكيرٍ أنَّ النظام يقبلُ بأي حلٍّ  يجعله يتنازل عن أية مكاسب يحققها لإيران وروسيا، فهو مخطئ، فالقرار ليس بيديه بل في أيدي المحتلين وهو مجرد واجهة لا غير”.       

ويعرب “الملحم” عن اعتقاده أن مباردة الإدارة الذاتية هي “محاولة للتعويض عن التقارب التركي مع النظام والتطبيع العربي”.                                     

ورأى الدبلوماسي السابق، أن السبيل الوحيد لجمع الأطراف السورية، يكمن فقط في قرار من الولايات المتحدة بأنه آنَ الأوانُ لحل القضية السورية.

إعداد: رزان زين الدين ـ تحرير: تيسير محمد