الرقة.. 2200 هكتاراً بلا ري بعد تضرر قنوات شرقي الرقة

الرقة – نورث برس

في الوقت الذي بات طه، يحتاج ري محصول مع اقتراب موسم الحصاد، لن يستطيع سقايته ريّة الفطام، والتي تعتبر من أهم الريات للموسم، نتيجة تضرر قنوات الري في السيول التي ضربت منطقته.

طه العبيد (38عاماً) من قرية الكجلة، شرقي الرقة، شمالي سوريا، أكبر المزارعين الذي تضرروا نتيجة انجراف قنوات الري بفعل الفيضانات التي ضربت المنطقة منذ فترة.

وتسببت السيول والفيضانات التي اجتاحت المنطقة نهاية آذار/ مارس الماضي، ومطلع نيسان/ أبريل الجاري، بانجراف وتدمير قنوات ري “معلقة”، وانقطاع مياه الري عن آلاف الهكتارات، في منطقة الكرامة شرقي الرقة.

تأمل “العبيد” موسماً مبشراً مع بدايته، نتيجة وفرة الأمطار التي هطلت، لكن عند نهاية الموسم يقف الرجل عاجزاً عن إنقاذ موسمه، مطالباً بتحرك الجهات المعنية لترميم القنوات، كي ينقذ ما يمكن إنقاذه.

ويطالب الرجل بإرسال الجهات المهنية، فرقاً لإصلاح الأعطال، قبل يباس القمح، حينها لن يجد الري نفعاً، وهو ما يهدده بخسارة فادحة، لاسيما أن الأراضي المروية تحتاج للمياه باستمرار.

ويواجه ذات مصير “العبيد” مالكو 22 ألف دونم، انقطعت عنها مياه الري، خاصة مع ارتفاع تكاليف الزراعة، إذ يضطر المزارعون لشراء مستلزمات زراعتهم بالدولار الأمريكي.

ويعتمد غالبية سكان ريف الرقة على الزراعة كمصدر أساسي للدخل، فيما تحتل الثروة الحيوانية المرتبة الثانية، والتي بدورها أيضاً تعتمد على الزراعة.

ولدى “العبيد” 150 دونماً، يواجه خطر الخسارة الفادحة في حال بقاء القناة على حالها، “إذا ما أعطيت أرضي مي رح يموت كل الزرع وما راح أحصل موسم. حاط كل تعبي بالموسم هذا”.

بينما يشتكي محمد الهلال (45عاماً) وهو مزارع من قرية الكجلة، وأحد المتضررين، من مشكلة أخرى تضاف لمعاناته الأخيرة، وتتمثل بعدم تنظيف قنوات التصريف، الأمر الذي أدى لتضرر أرضه نتيجة ارتفاع ملوحة التربة فيها، وتسببت بخروج عشرات الهكتارات عن الصلاحية.

وعلى الرغم من مطالباته المتكررة للجهات المعنية بضرورة تنظيف قنوات التصريف الزراعي، وتقديمه عدداً من الكتب للجنة الزراعة والري، “لكن دون جدوى. الرد دائماً لا توجد آليات”.

ويرى أن المشكلة الأخيرة ظهرت نتيجة عدم تنظيف قنوات التصريف، والتي لم تنفذ مياه السيول إلى نهر الفرات.

وتزداد حاجة المزارعين لإصلاح قنوات الري التي تدمرت بشدة مع اقتراب محصول القمح من الفطام، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة وندرة الأمطار خلال الآونة الأخيرة.

وكحال سابقيّه، يحمّل أنس الحنتو (27عاماً) وهو مزارع من قرية الكجلة، مشكلة تفاقم الوضع في أراضي منطقته، لعدم استجابة لجنة الزراعة والري لمطالبهم بتنظيف قنوات التصريف الزراعي.

لهذا، انغمرت أرضه البالغة 200 دونم بمياه السيول، وخرجت عشرات الهكتارات عن الخدمة، على حد قوله.

وبلهجته العامية يقول “الحنتو” لنورث برس: “ليش الإدارة ماخذين الوضع باستهتار. ما أجو وكشفوا على الأراضي يلي تضررت ونظفوا المصارف مشان يصرفوا المي عن أراضينا”.

ويعتمد المزارع على مردود أرضه التي تضررت نتيجة “التسبخ” لتأمين معيشية عائلته، ويعاني ظروفاً اقتصادية صعبة في ظل عدم وجود فرصة عمل أخرى لديه.

ويحمل المزارع الإدارة الذاتية مسؤولية تعويض المزارعين المتضررين نتيجة انقطاع مياه الري عن أراضيهم، “لا سيما أنهم يعملون لصالح المنطقة، ويسلمون محاصيلهم للإدارة”.

وللرد على مطالب المزارعين وشكاويهم، تواصلت نورث برس، مع عبد الله السلامة، رئيس وحدة إرشادية الكرامة، الذي امتنع عن التصريح، بحجة “عدم موافقة إدارته على الإدلاء بأي معلومات”.

إعداد: فرات الرحيل – تحرير: أحمد عثمان