نساء دير الزور من العادات والتقاليد ثم “داعش” إلى الإدارة الذاتية.. كيف حالهن؟

دير الزور – نورث برس

“المرأة بلا قيمة. مضطهدة”، قالت عليا، عند سؤالها عن حال نساء دير الزور في فترة سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

تقول عليا الرجب (38عاماً) وهي من سكان قرية الصعوة 16كم غربي دير الزور، إن فترة سيطرة التنظيم على دير الزور كانت “صعبة للغاية” بالنسبة للنساء.

وسيطر تنظيم “داعش” على دير الزور قرابة ست سنوات، قبل أن يندحر أمام قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والتحالف الدولي، من معقله الأخير بالباغوز أوائل الـ 2019.

مارس التنظيم طيلة فترة حكمه، جرائم بحق الإنسانية وانتهاكات لحقوق الإنسان، دون أي اعتبارات للمرأة التي كانت الحلقة الأضعف إبان سيطرته.

تشير “الرجب” إلى أن النساء حرمن من غالبية حقوقهن، في التعليم واختيار الزوج والسفر والعمل.

واقتصر عمل النساء على الأعمال المنزلية، وبعض المهن كالتمريض، وتدريس الدين للفتيات في الجوامع.

وعانت المرأة خلال سيطرة التنظيم من النظرة الدونية والتمييز، وعدم إعطائها أي مكانة اجتماعية، طبقاً لـ “الرجب”.

لكن الأمر اختلف بعد تأسيس الإدارة الذاتية التي ساعدت على تعريف النساء بحقوقهن، بعض الشيء، إذ أن المرأة لم تعاني فقط في زمن “داعش”، فطالما كانت المرأة في المنطقة الشرقية تعاني نتيجة العادات والتقاليد، وترسيخ ثقافة العيب.

ورزحت المرأة في دير الزور نتيجة سطوة العادات والتقاليد وصعوبة تجاوزها، ولفض من تحاول المساس فيها أو الاقتراب من الإطار الموضوع للنساء.

إلى ذلك، تذهب صباح الياسين (44عاماً) من سكان محيميدة 12كم غربي دير الزور، وهي معلمة، للقول إنها عانت الكثير حتى استطاعت الحصول على موافقة ذويها لإتمام تعليمها.

وتضيف أن فترة “داعش” كانت بمثابة سجن للنساء، من حيث الحرمان وسوء المعاملة والإجبار على الزواج في سن مبكرة.

بالإضافة لـ “الحسبة” التي كانت تلاحق النساء وتحاسبهن على اللباس، وضربهن في الشوارع، وابتكار أساليب لتخويفهن.

لكن الأمر تبدل على حد رأي “الياسين” في ظل الإدارة الذاتية، وتغير وضع المرأة “جذرياً”، من حيث تقديم الدعم، ومشاركة المرأة بمختلف مجالات الحياة، وإعطائها حقوقها.

وتؤيد ريم العادل (33عاماً)، من سكان قرية حَمار الكسرة 20كم غربي دير الزور، سابقتها، بأن الإدارة الذاتية أعطت مجالاً واسعاً للمرأة، وتستشهد بعملها في مجال الإعلام، الذي لعقود طويلة كان حكراً على الرجال.

وترى الإعلامية، أن الإدارة الذاتية أعطت مجالات للنساء في أعمال عدة، وهو ما شجّعهن على كسر التنميط الوظيفي.

وتضيف، أن المرأة خلال فترة الإدارة الذاتية “استطاعت أن تأخذ مكانة عالية اجتماعياً وسياسياً، فمكنتها لأن تكون سياسية قيادية وصاحبة قرار، من خلال فكرة الرئاسة المشتركة”.

وتوافق فاطمة الحسين، وهي الرئيس المشارك في لجنة المرأة في دير الزور، سابقاتها، أنه تم تهميش المرأة في دير الزور لعقود، ولم يقتصر الأمر على تنظيم “داعش”، فالعادات والتقاليد كانت أيضاً قاسية ومن الصعب تجاوزها.

وأشارت بعد دخول الإدارة الذاتية إلى دير الزور، “أُعطيت المرأة مكانة مرموقة، وفُتح لها مجال المشاركة في مجالات الحياة الاجتماعية والعملية”.

وأضاف “الحسين”: “خلال السنوات الماضية قدمت لجنة المرأة الدعم الكامل للنساء، وعملت على إعادة تأهيل إمكانيات المرأة من جديد، بالإضافة إلى عدة مشاريع صغيرة أقامتها لدمج المرأة من جديد في ميدان العمل، وإعطائها جميع حقوقها”.

إعداد: إيمان الناصر – تحرير: أحمد عثمان