عبر نورث برس.. نداءات جديدة لرعايا سوريين لإجلائهم من السودان

دمشق – نورث برس

أرسل عدد من السوريين العالقين في السودان، السبت، رسائل صوتية ونداءات استغاثة عبر وكالة نورث برس لإيصال أصواتهم ونقل معاناتهم في ظل المعارك التي لا زالت محتدمة على الأراضي السودانية.

واندلعت معارك دامية في السودان بين الجيش وقوات الردع السريع، حيث أسفرت حتى الآن عن مقتل 500 شخص على الأقل وجرح الآلاف، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.

وقال أحد العالقين السوريين في مدينة بور سودان عبر رسالة صوتية رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية،

“والله نحن عم نموت بالشمس كل يوم والدنيا نار والانتظار صعب واليوم في إطلاق رصاص ببور سودان”، وهي المدينة التي يتجمع فيها مئات النازحين من المعارك.

وصرح مصدر آخر لنورث برس وهو من الرعايا السوريين من مدينة حلب وعالق في مدينة بور سودان منذ أيام، “الوضع هون مأساوي والمشكلة أنو لا يوجد عدالة، ونحن هربنا أول الناس وطلبوا جوازتنا على الحدود واختفت الجوازات بعدها وما بنعرف عن الجوازات شي”.

وأضاف أنه يريد فقط معرفة إذا كانوا سيتم ترحيله أم لا بعد هذا الانتظار والعناء، منوهاً إلى أنهم أصبحوا بمخيم بالقرب من السعودية ولم تلبي السعودية طلبهم بالإجلاء على الرغم من طلبهم إبراز أوراق تثبت أن لهم أقارب ضمنها يحملون الإقامة.

وعلق غالبية الرعايا السوريين في مدينة بورسودان، وهي مدينة ساحلية تقع شمال شرق السودان على الساحل الغربي للبحر الأحمر على ارتفاع مترين فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم مسافة 675 كيلومتر، وهي الميناء البحري الرئيسي في السودان وحاضرة ولاية البحر الأحمر السودانية.

وأشار الكثير من اللاجئين خلال الأيام الماضية إلى أن الحكومة السورية لم تقدم لهم أي شيء بالرغم من وجودهم في هذا المكان منذ أكثر من أسبوع، ولا زالت معاناتهم مستمرة حتى اللحظة، وسط الخوف والجوع والقلق الذي يسيطر عليهم بسبب الحرب.

وفي ذات السياق حول استهتار الحكومة السورية باستغاثات رعاياها هناك، كشف مصدر خاص لنورث برس رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، أمس الجمعة، ، إن “أحد موظفي العمل القنصلي السوري ويدعى ميشيل يقوم بأخذ رشوة على كل جواز سفر واحد يود صاحبه الرحيل من السودان مبلغ وقدره 2000 إلى 3000 دولار”.

وأضاف المصدر أن القائمين بأعمال السفارة يواجهون ضغطاً من الجالية السورية المتواجدة في السودان بسبب تقاعسهم وسوء تعاملهم مع الرعايا السوريين، بعكس السفارات الأخرى التي تقوم بإجلاء مواطنيهم ويسعون إلى إنقاذهم.

كما وتظاهر العشرات من السوريين العالقين في منطقة بور سودان احتجاجاً على تقاعس القائمين بأعمال السفارة السورية لدى السودان.

والأربعاء الماضي، اكتفت الحكومة السورية بشكر الدول التي ساهمت في إجلاء بعض الرعايا السوريين المتواجدين في السودان من خلال بيان لوزارة خارجيتها.

حيث قال البيان إنه “تم بمساعدة الأشقاء في السعودية إجلاء المئات من السوريين الراغبين من مدينة بور سودان التي وصل إليها فريق من السفارة وإجلاء العشرات بمساعدة الأشقاء من الأردن والجزائر، ونتوجه بالشكر لهذه الدول العربية الشقيقة على جهودها الإنسانية المثمرة”.

هذا لا يزال مئات السوريين عالقين في مدن ومناطق سودانية عدة نتيجة المعارك، حيث فقد أكثر من 15 سورياً حياتهم خلال الاشتباكات الدائرة.

إعداد وتحرير: سعد اليازجي