بين الخوف والترقب.. اللاجئون السوريين في تركيا ينتظرون نتائج الانتخابات

إسطنبول ـ نورث برس

يعيش اللاجئون السوريون في تركيا حالة من الترقب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع عقدها منتصف شهر أيار/ مايو القادم، تلك الحالة تأتي من تخوفهم لأن يتحولوا إلى ورقة انتخابية بيد المتنافسين الذين أجمعوا على ضرورة إعادتهم إلى سوريا دون الحديث عن إزالة السبب الذي أدى الى لجوئهم، ويبقى بذلك مستقبل اللاجئين السوريين رهن الانتخابات الرئاسية.

وتطرح الحكومة والمعارضة التركية، موضوع ملف اللاجئين والحاجة إلى إنهائه، لكن غزوان قرنفل، مدير تجمُّع المحامين السوريين، في تركيا، قال لنورث برس، إن لكل منهما “رؤية مختلفة بهذا الشأن”.

ونوه “قرنفل” أن الحكومة التركية كما المعارضة، “لا تريدان استمرار وضع اللاجئين بهذا العدد وبتلك الطريقة”.

وفي العشرين من هذا الشهر، كشف معبر جرابلس الحدودي بين سوريا وتركيا، عن عدد الوافدين السوريين القادمين من الولايات التركية المنكوبة إلى الأراضي السورية، وبلغ العدد 21087 شخصاً.

وأضافت إدارة المعبر في منشور عبر معرفاته الرسمية، أن العدد الإجمالي للوافدين، ضمن الإجازات المخصصة لمتضرري الزلزال، منذ منتصف شباط/ فبراير الماضي، يتضمن 18052  شخصاً ممن يحملون بطاقة الحماية المؤقتة و 3035 حاملو الجنسية المزدوجة السورية والتركية.

ويتخوف أولئك العائدون من عدم السماح لهم مرة أخرى في الدخول إلى الأراضي التركية، ويزيد ذلك القلق على مصير ذويهم في الداخل التركي.

وفشلت عشرات العائلات الداخلة من تركيا إلى الأراضي السورية خلال إجازة الزلزال التي بدأت في 15 من شباط/ فبراير الماضي، في العودة إلى الأراضي التركية، عبر معبر باب السلام المخصص لذلك.

وتبلغ مدة الإجازة ثلاثة أشهر كحد أدنى وستة أشهر كحد أقصى، وسط مخاوف عبر عنها ناشطون سوريون في تركيا، من عدم السماح بعودة هؤلاء.

“ورقة انتخابية رابحة”

الصحفية جيهان الخلف المقيمة في تركيا، أشارت في حديث لنورث برس، إلى أن “هناك أمور كثيرة ستتغير على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالنسبة للاجئين السوريين”.

ولكن السوريين يتأملون بعد الانتخابات أن “تتغير نظرة المجتمع التركي لهم ويكون هناك اندماج كبير للسوريين في عملية الإنتاج، وأن تقدم لهم دورة لغة تركية بما يمكّنهم من العمل في السوق وفق الأنظمة السارية”.

وتحول ملف اللاجئين السوريين إلى ورقة انتخابية في تركيا، وبات السوريون ينتظرون المجهول في ظل فقدانهم الأمل بحلول سياسية للقضية السورية.

وأشارت “الخلف”، إلى أن وضع السوريين في كلا الحالين، “لن يكون جيداً” لأن خططاً كثيرة معدة لإعادة أكبر عدد من السوريين إلى بلادهم.

تخوف اللاجئين

وحذر الصحفي محمد الصطوف، اللاجئين السوريين خلال الفترة القادمة من التدخل بأي نقاشات حول موضوع الانتخابات التركية.

وأشار “الصطوف”، إلى أن “الماكينة الإعلامية التي غذت ونمت العنصرية بشكل كبير، رسخت معلومات مغلوطة كثير حول اللاجئين السوريين والتي من المفترض تتصحح وتوضح”.

وازدادت خلال السنوات الأخيرة حوادث القتل التي تطال السوريين  في تركيا أو تلك التي يتعرضون لها على الحدود، في إشارة واضحة لحجم العنصرية وخطاب الكراهية من قبل الأتراك ضد السوريين.

وأقرب مثال على ذلك ما ذهب إليه المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز، الشهر الماضي، عند سؤاله من قبل مذيع برنامج (تفاصيل) على قناة “أورينت” المحسوبة على المعارضة السورية، عن أسباب الجريمة التي ارتكبتها الجندرمة التركية بحق سوريين السبت الماضي، حيث قال “أنتم على أرضنا” ” تأكلون معنا وتشربون “.

ويتعرض السوريين الذين يحاولون دخول الأراضي التركية للاعتداء من قبل الجندرمة التركية والتعرض لإطلاق الرصاص الحي، وأحصى قسم الرصد والتوثيق في نورث برس مقتل 18 شخصاً وإصابة 46 بينهم طفل و3 سيدات، منذ بداية العام الجاري.

إعداد: إحسان محمد ـ تحرير: تيسير محمد