هيومن رايتس ووتش: حرس الحدود الأتراك يعذبون ويقتلون السوريين

دمشق – نورث برس

قالت المنظمة الدولية لمراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش)، الخميس، إن حرس الحدود الأتراك يُطلقون النار عشوائياً على المدنيين السوريين على الحدود مع سوريا، ويُعذّبون ويستخدمون القوّة المفرطة ضدّ طالبي اللجوء والمهاجرين الذين يحاولون العبور إلى تركيا.

وأكدت أنه ينبغي للحكومة التركيّة فتح تحقيق ومحاسبة حرس الحدود المتورطين في هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات القتل غير القانونية، ووضع حدّ للإفلات من العقاب عن هذه الانتهاكات القائم منذ فترة طويلة.

وذكرت المنظمة الدولية حالات عديدة تعرض لها السوريون على الحدود التركية للقتل والتعذيب الشديد، وقالت إنها راسلت وزراء العدل والداخلية والدفاع في تركيا في 20 نيسان/ أبريل الجاري لطلب الحصول على مستجدات، لكنها لم تذكر إذا ما كان قد تم الاستجابة لطلبها.

وقال هيو ويليامسون، مدير أوروبا وآسيا الوسطى في هيومن رايتس ووتش: “عناصر الدرك والقوات المسلحة التركية المسؤولون عن مراقبة الحدود يعتدون روتينياً على السوريين ويُطلقون النار عشوائياً عليهم على طول الحدود السورية التركية، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والمصابين في السنوات الأخيرة. عمليّات القتل التعسفي للسوريين هي الأكثر فظاعة، وهي جزء من نمط وحشي ينتهجه حرس الحدود الأتراك دون أن تتصدّى له الحكومة أو تحقق فيه بشكل فعّال”.

وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2023, سجل قسم الرصد والتوثيق في نورث برس, تسبّب حرس الحدود التركي “الجندرمة” بمقتل 22 شخصاً وإصابة 59 آخرين بالإضافة إلى اعتقالها  واعتدائها على 191 شخصاً أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية.

في أوائل مارس/ آذار الفائت، حصلت هيومن رايتس ووتش على بيانات غير شاملة من منظمة تراقب الأعمال العدائية في سوريا والتي وثقت 277 حادثة فردية بين تشرين الأول/ أكتوبر 2015 و نيسان/ أبريل 2023.

سجّل المراقبون ما لا يقلّ عن 234 وفاة و231 إصابة، وقعت الغالبيّة العظمى منها بينما كان الضحايا يحاولون عبور الحدود. شملت 26 طفلاً، حيث قُتل ما لا يقل عن 20 طفلا وأصيب 15 آخرين. من المُلفِت أنّ ستّة أشخاص على الأقل قتلوا وستة آخرين أصيبوا ولم يكونوا يحاولون عبور الحدود. وطلبت المنظمة عدم ذكر اسمها خشية أن يتأثر عملها الإنساني على يد السلطات التركية.

وقالت المنظمة الدولية الحقوقية، إن استضافة تركيا لحوالي 3.5 مليون سوري، لا يعفيها من التزاماتها باحترام حقوق الساعين إلى الحماية على حدودها.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2022، وثقت هيومن رايتس ووتش ترحيل السلطات التركية لمئات الأشخاص الذين استفادوا لفترة طويلة من الحماية المؤقتة، بما في ذلك عبر إجبار الناس على التوقيع على استمارات المغادرة الطوعيّة.

وذكرت أنه ينبغي للحكومات المانحة في أوروبا وخارجها التي تقدّم دعماً مالياً كبيراً للحكومة التركية لمساعدة اللاجئين السوريين، المطالبة بتحقيق شامل وفعّال في مزاعم الانتهاكات، بما في ذلك عمليات القتل غير القانونية وتعذيب طالبي اللجوء والمهاجرين على الحدود التركيّة.

إعداد وتحرير: عكيد مشمش