السودان.. هدوء حذر قبيل نهاية الهدنة وسط مساعي التمديد لإجراء محادثات

دمشق – نورث برس

مع اقتراب موعد انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت مساء اليوم الخميس، بات السوادنيون أمام مفترق طرق بين أن تعود المعارك الطاحنة بين القوتين المتناحرتين ليستمر الصراع في يومه الثالث عشر، وبين أن يتم استغلال الهدنة لإجراء مباحثات تنهي الأزمة في البلد العربي – الإفريقي.

وأبدى الجيش السوداني استعداده لتمديد وقف إطلاق النار الذي استمر ثلاثة أيام والذي من المقرر أن ينتهي مساء اليوم الخميس وسط قتال متقطع حول العاصمة الخرطوم.

وقال الجيش في وقت متأخر يوم أمس الأربعاء، إن قائده الجنرال عبد الفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة لتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.

وسبق أن اتفقت القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان ومنافستها قوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو، على وقف إطلاق نار في فترات الصراع الذي بدأ في منتصف شهر نيسان/ أبريل الجاري، لكنها لم تتكلل بنتيجة.

وقال الجيش إن رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة وإجراء محادثات بين القوتين.

وأي تمديد لوقف إطلاق النار يمكن أن يساعد جهود الإجلاء الدولية.

وسارعت الدول الأجنبية والعربية بإجلاء الآلاف من رعاياها ودبلوماسييها من قلب الصراع، براً وبحراً وجواً.

وقال قادة الجيش البريطاني إن رحلات الإجلاء ستستمر طالما كانت الظروف آمنة.

لكن الظروف الآمنة قد تنتهي عند انتهاء الهدنة والعودة إلى السبل العسكرية.

وهذا ما حذر منه وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، حيث قال إنه “لا تستطيع ضمان عدد رحلات الإجلاء الإضافية التي ستغادر بمجرد انتهاء وقف إطلاق النار.”

وفي غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنطوني بلينكين ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، ناقشا العمل معاً من أجل وضع نهاية مستدامة للقتال.

ورغم الهدنة، شهدت البلاد بعض أعنف المعارك أمس الأربعاء، كانت في أم درمان، المدينة المجاورة للخرطوم  إذ كان الجيش يقاتل تعزيزات قوات الدعم السريع من مناطق أخرى في السودان.

 كما سمع دوي إطلاق نار كثيف وغارات جوية في ساعات المساء.

وتسبب القتال، الذي استخدم فيه الطائرات والمدفعية بمقتل ما لا يقل عن 512 شخصاً، وإصابة ما يقرب من 4200 شخص.

كما تضررت المستشفيات وبنى تحتية أخرى، وأسفرت عن تعطل شبكات الكهرباء والمياه والأنترنت.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد قد تعطل العلاج بسبب الصراع، وما زالت تلك المستشفيات تعمل وتواجه نقصاً في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه.

ودفعت الأزمة أعداداً متزايدة من اللاجئين عبر حدود السودان، حيث تقدر وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 270 ألف شخص قد يفرون إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما.

ولم يكن السودانيين وحدهم ضحية المعارك، فقد قضى فيها عدد من الأجانب ورعايا الدول العربية وعاملين في منظمات دولية.

وفيما كانت السودان وجهة أيضاً لآلاف السوريين خلال السنوات الماضية، فقد ما لايقل عن 15 سوري مقيم في البلد، وفقاً لحديث نقلته رويترز عن القائم بأعمال السفارة السورية لدى الخرطوم.

إلى جانب الأزمة الإنسانية، تخشى الجماعات المدنية من أن العنف سيمكّن الجيش من إحكام قبضته وإحياء نفوذ الموالين لحكم  شبيه بنظام عمر البيشر الذي تم تم إزالته عام 2019.

ونقل البشير من سجن كوبر بالخرطوم إلى مستشفى عسكري، مع خمسة على الأقل من مسؤوليه السابقين، قبل بدء الأعمال العدائية.

وتم إطلاق سراح الآلاف من السجناء من السجن، بما في ذلك وزير سابق في حكومة البشير، مطلوب بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب من قبل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

وتبادلت السلطات السودانية وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن إطلاق سراح سجناء.

إعداد وتحرير: هوزان زبير