لجأوا للحطب.. مشكلة الغاز المنزلي شرقي الرقة تعيد الطرق البدائية
الرقة – نورث برس
تجمع عائلة يوسف، الحطب لاستخدامه منزلياً في الطبخ وتسخين المياه، بعد أن فرغت أسطوانة الغاز التي استلمها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وعلى الرغم من تسجيله على الأخرى لكنه لم يستلمها بعد.
يوسف الخميس (40عاماً) من سكان منطقة الجديدات نحو 50كم شرقي الرقة، يجد نفسه عاجزاً عن تبديل أسطوانة الغاز من السوق السوداء، في ظل ارتفاع أسعارها، كما أنه لا يستطيع شراء الكاز، لارتفاع سعره أيضاً.
ويشتكي سكان ريف الرقة الشرقي من عدم توفر مادة الغاز المنزلي، وتباعد فترات استلامه، ويزيد من معاناتهم ارتفاع أسعار الكاز السائل في السوق السوداء، لذا بات غالبيتهم يعتمد على الحطب في تنفيذ أمورهم المنزلية.
لا يستطيع “الخميس” تبديل أسطوانته الفارغة من السوق السوداء، حيث يصل سعرها إلى أكثر من 70 ألف ليرة بحسب وزن الغاز فيها، في الوقت الذي يعاني منه الرجل من صعوبات معيشية واقتصادية.

وللأسباب ذاتها، لا يشتري رب العائلة المكونة من 12 شخصاً، الكاز للطهي عليه أو استخدامه، لا سيما في ظل ارتفاع أسعاره، كما أن مخاطره كثيرة، لذا بات والكثير من أقرانه يعتمدون على الحطب، “رخيص وآمن”.
ذات المشكلة لدى عواد الخلف (37عاماً)، من سكان قرية الغسانية شرقي الرقة، إذ إن الرجل لم يستلم أسطوانة الغاز منذ أكثر من ثلاثة أشهر، الأمر الذي يزيد معاناته.
ويقول الرجل، إن المشكلة أصبحت “مستحيلة، ولا حل لها”، إذ أنها غير متوفرة في السوق السوداء، كما أن الإدارة عاجزة عن تأمينها بشكل دوري ومنتظم، على حد قوله.
وكما حال سابقه، يعجز “الخلف” عن شراء أسطوانة الغاز من السوق السوداء، لصعوبات اقتصادية يعاني منها.
ويطالب الرجل، بتوفير الغاز المنزلي بشكل دوري، ومراقبة السوق السوداء، متسائلاً عن توافر الغاز في سوق البيع الحر، وقدرة التجّار على التحكم بأسعاره.
وخلال الفترة الماضية، زادت الإدارة الذاتية سعر أسطوانة الغاز المنزلي من 3500 إلى 8500 ليرة، كما تباعدت فترات الحصول عليها من شهر إلى ثلاثة أشهر، وقد تطول المدة لأكثر من ذلك.
وتفاقمت مشكلة الغاز المنزلي، بعد استهداف تركيا لمنشآت نفطية وحيوية نهاية العام الماضي.
بينما يتساءل غسان العلي (30عاماً)، من سكان منطقة الحمرات، نحو 15كم شرقي الرقة، عن مدى تأثير الاستهداف على معمل الغاز، لا سيما “في ظل توفر المادة الخام بشكل كبير”.
ويستاء الرجل، من رفع سعر أسطوانات الغاز، واختلاف تسعيرتها بين المعتمدين، إذ تصل عند البعض منهم إلى 9500 ليرة، كذلك طول فترة الانتظار بين التبديل، والذي يليه.
ويجد أن الحل لتخفيف معاناة السكان، هو تفعيل الرقابة على السوق السوداء، لضبط أسعار الغاز المنزلي، ويناشد توفير المادة بشكل “دوري ومنتظم”.
ومطلع الشهر الفائت، قال أيمن العلي مسؤول في مكتب الغاز في مديرية المحروقات في الرقة (سادكوب)، إن مشكلة الغاز هي بسبب نقص المخصصات للمدينة والريف.
وبحسب آخر إحصائية للتدفئة بين الريف والمدينة، تم تسجيل قرابة 150 ألف بطاقة، في حين تصل إلى المديرية شهرياً ما بين 44400 إلى 59200 أسطوانة، وفق “العلي”.
وشدد على أن هذه الكمية قليلة مقارنة بعدد العائلات، “ولكن هذا المتوفر حالياً بسبب الضغط على المعمل”، على حد قوله.
وذكر “العلي”، أن المدة المحددة لتسجيل الأسطوانات من قبل المديرية بالنسبة لمجالس المدينة، من شهر إلى شهر ونصف.