منظمات وكيانات أميركية تضغط على إدارة بايدن لعرقلة قطار التطبيع مع دمشق
الرقة – نورث برس
تحاول منظمات وكيانات سياسية أميركية الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لعرقلة قطار التطبيع العربي مع دمشق بعد أكثر من عقد على القطيعة، من خلال سلسة من التحركات المطالبة بتطبيق العقوبات على دمشق والمطبّعين معها.
وقال ألكسندر لونغلويس، وهو محلل سياسي أميركي خلال استضافته في برنامج “واشنطن أونلاين” والذي تبثه نورث برس، حول مواصلة الدول العربية تطبيع العلاقات مع دمشق، “إن إدارة بايدن لا تمتلك مواقف أقوى أو أضعف تجاه سوريا من الإدارتين السابقتين”.
وأضاف أن أي من الإدارات السابقة كان لها سياسة سورية واضحة، وأن دول الخليج يرون أن أميركا تقوم بنقل تركيزها إلى شرق آسيا، ولهذا السبب يتطلعون إلى علاقات مع الصين، وعرض عضلات في المنطقة.
وأشار إلى أنه على واشنطن اتخاذ سياسة واضحة تجاه سوريا، على ألا يقتصر الوجود الأميركي في سوريا لاحتواء النفوذ الإيراني ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
واعتبر أن أي تغيير في السياسة الأميركية والتركيز على شرق آسيا، دون وضوح السياسة، السبب بإعادة تقييم الدول الإقليمية للوضع الجيوسياسي على الأرض، “وهذا ما يبرر زيارة وزير الخارجية السعودي إلى سوريا”.
مضيفاً أن “السعودية تريد أن تكون قيادية في المنطقة، وهذا هو توجه المنطقة الحالي، وهو سياسة براغماتية متوحشة لا تضع مصالح الشعوب أولاً بل المصالح الأمنية والعسكرية”.
أما فيما يتعلق بالاقتصاد، هناك عوائق صعبة من أجل منع أي نوع إعادة البناء، ربما سوف نشهد بعض المساعي نحو ما يسمى بالتعافي المبكر لكن هذه المساعي موجودة في السابق وسوف تستمر بغض النظر عن محاولات التطبيع مع الأسد، بحسب قول لونغلويس.
واعتبر المحلل الأميركي أن الدعاوى القضائية ضد “النظام” مهمة، “لكن للأسف لن تؤثر على المسؤولين الكبار في سوريا ولن تصل إليهم، هذه هي الحقيقة المؤسفة”.
ورأى أن رفع الدول الغربية لعدد كبير من القضايا ضد “نظام الأسد”، إشارة إلى أن العقوبات الاقتصادية لن تُرفع عن “النظام” أو المتحالفين معه، وتعبّر عن استمرار الموقف الغربي القوي.
وقال: “ربما هذه الدعاوى هي مسماراً آخراً يدق في نعش البلاد، سوريا اليوم تتجه لأن تكون دولة منبوذة دائمة، مثلها مثل كوريا الشمالية وهذا سيكون واقعها طالما أن الأسد موجود في السلطة”.
وأضاف أن تجارة الكبتاغون لن تكون سبباً في رفع العقوبات عن سوريا، لا سيما أن المخدرات باتت مشكلة كبيرة تحتاج للكثير من الجهود من المجتمع الدولي، وهي نقطة ضغط يعرف “النظام” كيف يستخدمها ضد الرياض ربما سوف نرى تغير في المقاربة في حال حصل التطبيع.
واليوم، دعت كاثرين مارشي أوهيل، رئيسة الآلية الدولية المحايدة والمستقلة للتحقيق في الجرائم الأشد خطورة المرتكبة في سوريا، إلى التحقيق مع المسؤولين عن أخطر الجرائم المرتكبة وفق القانون الدولي، وملاحقتهم قضائياً.
بينما يرى أنس جودة، وهو مؤسس “حركة البناء الوطني”، أن التطبيع مع الدول العربية غير كافي لتحسين الوضع الاقتصادي، لأن الأمر وفق رؤيته يحتاج إلى “استقرار سوري”، كما أن تطبيع الدول مع سوريا هدفه تحقيق التنمية وإنجاح المشارع التي تعمل عليها.
وقيّم المبادرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بـ “الجيدة”، لأنه لا بد من احتواء الأطراف السورية ضمن الجغرافية.
وأمس الثلاثاء، كشف مصدر سوري مسؤول عن اللقاء الرباعي الذي أُجري في موسكو، أن الانسحاب التركي من الأراضي السورية هو أول مسألة يجب أن يتم حسمها في مباحثات عملية التطبيع.
بينما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده تعوّل على إجراء مفاوضات بين الرئيس التركي ونظيره السوري قبل موعد الانتخابات، فيما لم يحدد موعداً دقيقاً للاجتماع الرباعي المقبل على مستوى الخارجية، في موسكو.
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن تركيا لا تخطط لسحب جيشها من سوريا، قائلاً إن “امننا القومي أهم من أي شيء آخر ونحن ندفع الثمن هنا حتى تكون أرضنا آمنة. ليس لدينا أي مطالبات في الأراضي السورية”.