مجلس الأمن الدولي يبحث حلولاً للسودان عشية اليوم الـ12 من الصراع الدموي
دمشق – نورث برس
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، الأربعاء، من أن الصراع المستمر على السلطة بين كبار الجنرالات السودانيين لا يعرض مستقبل البلاد للخطر فحسب، بل يهدد “بالانفجار عبر الحدود”، مما يؤجج معاناة واسعة النطاق قد تستمر لسنوات.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اجتماع ملجس الأمن الخاص بالوضع في السودان إلى “وقف القتال على الفور” وحذر من أنه يجب ألا يتحول إلى حرب طويلة وواسعة النطاق.
وقال: “هذا الصراع لن يحل ولا يجب أن يحل في ساحة المعركة بجثث شعب السودان.”
وقال إنه يجب على الطرفين احترام وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي بدأ في منتصف ليل الاثنين.
وتعهدت كل من القوات المسلحة السودانية التابعة للجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، علانية بوقف القتال.
وأبلغ فولكر بيرثيس، كبير دبلوماسيي الأمم المتحدة في السودان، المجلس عبر إيجاز بالفيديو من مدينة بورتسودان، حيث انتقل هو ومئات من موظفي الأمم المتحدة من الخرطوم، أن وقف إطلاق النار المؤقت لا يزال سارياً في بعض المناطق فقط.
لكن الجيش وقوات الدعم السريع يتهمان بعضهما بخرق الهدنة.
ودعا مندوبو الدول في الجلسة الأممية، إلى التهدئة ووقف القتال والتفاوض للوصول إلى حل للأزمة.
ودخل القتال في السودان يومه الثاني عشر، على خلفية خلافات بين القوتين وآلية القيادة والدمج.
وتركزت معظم المعارك في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان الكبيرة، كما إن الوضع في دارفور لا يزال مضطرباً مع القتال في الجنوب والغرب.
وأعرب بيرثيس عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بأن القبائل تسلّح نفسها في غرب دارفور للانضمام إلى القتال.
وقال إنه منذ بدء القتال في 15 نيسان/ أبريل، قُتل ما لا يقل عن 427 شخصاً وجُرح ما يصل إلى 4000، والأعداد تتزايد.
وكان من بين القتلى خمسة من عمال الإغاثة بالإضافة إلى دبلوماسي مصري، ودعا بيرتيس الأطراف إلى السماح للمدنيين بمغادرة مناطق الصراع بأمان.
وكان مبعوث الأمم المتحدة على اتصال منتظم مع الجنرالين المتنافسين.
وقال بيرثيس: “لا توجد حتى الآن أي إشارة قاطعة على استعداد أي منهما للتفاوض بجدية، مما يشير إلى أن كلاهما يعتقد أن تحقيق انتصار عسكري على الآخر أمر ممكن”، “هذا تقدير خاطئ.”
وتقول الأمم المتحدة إنها لن تغادر السودان، لكنها نقلت مؤقتًا نحو 1200 شخص من الخرطوم إلى بورتسودان.
وقال بيرثيس إن عملية الإنتقال تشمل 744 من موظفي الأمم المتحدة وعائلاتهم وموظفي المنظمات غير الحكومية الدولية والموظفين الدبلوماسيين من السفارات.
وحتى قبل اندلاع القتال، كان أكثر من 15 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ما يعني أن الصراع يؤدي بإطلاق موجة جديدة تماماً من التحديات الإنسانية.
وسارعت الدول لإجلاء دبلوماسييها ومواطنيها. وإجمالاً، فر أكثر من 4000 شخص من السودان في عمليات إجلاء نظمتها جهات أجنبية، بما في ذلك عن طريق البحر إلى السعودية والطائرات إلى الأردن وقبرص.
وتعد كندا ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والسويد وأوكرانيا والولايات المتحدة من بين الدول التي تستخدم الطائرات والقوافل لنقل الرعايا الأجانب إلى خارج البلاد.
في ظل ذلك، يقبع الكثير من السودانيين في منازلهم وسط انقطاع التيار الكهربائي وفقدان خدمة الإنترنت، بينما اتخذ بعضهم قرار الهروب بالسيارات والحافلات على الطرق الخطرة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 20 ألف سوداني على الأقل وصلوا إلى تشاد منذ بدء القتال وسجلت 4000 لاجئ من جنوب السودان عادوا إلى بلادهم من السودان.
و تفيد تقارير بانتقال عشرات الالاف إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.