حلب – نورث برس
“عايشين من أهل الخير، فالسلطة المحلية الحاكمة الله لا يجعلها بخير، إذا الخيم من العراقيين”، بهذه العبارات تصف هالة حداد (38 عاماً)، وهي من سكان بستان القصر بحلب، شمالي سوريا، الحالة التي وصل إليها متضررو الزلزال في حلب، بعد مضي بعد أكثر من شهرين على الكارثة التي ضربت سوريا وتركيا.
وخسرت المرأة الثلاثينية، منزلها في حي بستان القصر في حلب شمالي سوريا، نتيجة الزلزال، وتعيش مع ابنتها في خيمة قرب جسر الزبدية في حي جب الجلبي، وتتساءل بلهجتها العامية: “كيف بقولو انو نحنا عايشين، ونحنا ما عنا بيت ولا ثياب ولا حتى أدنى مقومات الحياة”.
وفي وقت لم تتلقَّ “حداد”، كغيرها من متضرري الزلزال أي دعم حكومي ولا أي مساعدات تعيدها للحياة الطبيعية، تشير إلى أن كل ما تملكه هو هذه الخيمة، “أرضيتها باردة وجدرانها متحركة”.
تقول لنورث برس: “فرق من المحافظة جاءت وأخذت استبياناً للوضع ولم تعد إلى الآن. تقدمت لمنحة بدل إيجار عن طريق غرفة الصناعة ولم أحصل عليها”.
وترجع “حداد” السبب لذلك الوضع “وجود المحسوبيات حتى في الأعمال الإنسانية”، بحسب وصفها للموقف.
تبرير
ويبرر لؤي عاصي (اسم مستعار) لمسؤول من غرفة صناعة حلب، عدم تقديم بدل إيجار لجميع متضرري الزلزال إلى أن “الغرفة جمعت التبرعات من الصناعيين وحتى وصلت مبالغ من خارج سوريا، لكننا لسنا حكومة لنأمن مساكن إيجار بديلة لجميع المتضررين، وصلنا إلى 790 عائلة تم تأمينها من التبرعات بعد كارثة الزلزال”.
وشكلت نقابة المهندسين بحلب نحو 115 لجنة، توزعت على 269 مهندساً مختصاً، للتعاون مع مجلس المدينة للكشف الحسي على المباني المتضررة وإعادة السكان إلى منازلهم التي لا تشكل خطورة عليهم.
وبحسب تقارير فرق اللجان تم الكشف عن 23,921 بناء منذ منتصف شهر آذار/ مارس الفائت، منهم 877 بناء يجب هدمه، توزعت على: (306 في حي قاضي عسكر و181 في باب النيرب، و130 بناء في مركز المدينة و95 بناء ضمن حي السليمانية و81 في حي الأنصاري الشرقي و36 بناء في المدينة القديمة و22 بناء ضمن حي السريان القديمة و16 بناء في مدينة هنانو وعشرة أبنية في منطقة النيرب).
كما تم هدم 413 بناءً بتصنيف عالي الخطورة و5301 من الأبنية التي تحتاج إلى تدعيم، وبلغ عدد الأبنية السليمة من العدد الكلي بعد الكشف 17,743 بناء، فيما وصل عدد العائلات التي خرجت من بيوتهم إلى 863 عائلة.
ونهاية الشهر الماضي، قال مصدر خاص من مجلس مدينة حلب لنورث برس، إنه من المبكر الحديث عن إعمار مساكن جديدة للمتضررين من الزلزال في المدينة.
وذكر أن فكرة البدء في بناء مساكن للمتضررين لها مخططات “قد تحتاج إلى سنوات” والآن المجلس لا يملك آليات لترحيل الأنقاض والركام من الشوارع المغلقة في الأحياء السكنية.
مساعدات غائبة
وخسر سعيد عبد الرؤوف (50 عاماً)، عمله في مصبغة للجلود في منطقة الراموسة الصناعية جنوبي حلب، بعد انهيار المكان جراء الزلزال ولم يعد يملك مصدراً آخر لكسب الرزق وإعالة عائلته.
ويتساءل “عبد الرؤوف”، وهو متضرر من سكان حي الصالحين، حصل على خيمة من مساعدات الحشد الشعبي العراقي بمنطقة جب الجلبي، “أين تذهب المساعدات الضخمة التي وصلت لداخل مناطق سيطرة دمشق، عبر الخطوط الجوية والبحرية والبرية والمتضررين في أسوء حالتهم المعيشية؟”
ووصلت كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية من دول عربية وأوروبية، إلى مناطق الحكومة السورية، كانت مخصصة لمتضرري الزلزال، لكن المستفيدين منها هم “قلة”، بحسب متضررين في المناطق المنكوبة.