العيدية من أجواء العيد.. ماضٍ جميل وحاضر مؤلم

دمشق ـ نورث برس

في صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، وبعد التكبيرات التي تصدح في أرجائها، تقام صلاة العيد وتبدأ الأمهات في المنازل بتحضير الحلويات والسكاكر للأطفال.

ويرتبط مفهوم العيد عند الأطفال بالعيدية، إذ تبدأ جولة الأطفال من الصباح الباكر، بثيابهم الجميلة وروائحهم العطرة وشعرهم المصفف، على المنازل والأقارب ليأخذوا العيدية والسكاكر.

كل هذه الطقوس ما تزال موجودة ولكن بفارق صغير وهو العيدية، إذ اختلفت بشكل كبيرة بين الماضي والحاضر.

وأصبحت عيدية عمر (١٣ عاماً) أقل شيء ٥٠٠ أو ١٠٠٠ ليرة، وقد تصل لـ٣ آلاف حسب القدرة المادية للعائلة “ولكنها للأسف لا تفعل لنا شيء”.

وأصبح سعر أقل لعبة ٧٠٠٠ ليرة، والألعاب في الملاهي أقل لعبة أصبحت ١٠٠٠ ليرة، وإذا أراد شراء سيارة على جهاز التحكم، أصبحت اليوم بما يعادل 300 ألف ليرة، “هذه الألعاب أصبحت من المنسيات لدينا لأن شرائها صعب جداً”، بحسب “عمر”.

وفي ظل الارتفاع الكبير في الأسعار مع الانخفاض في قيمة الليرة السورية أما الدولار (ما يعادل 7700 ليرة للدولار الواحد)، باتت العيدية لا تساوي شيئاً مهما بلغت.

وكانت العيدية التي تأخذها ميساء (٢٢عاماً) من سكان باب الجابية في دمشق، ١٠ ليرات أو ٢٥ ليرة.

وتقول ميساء، لنورث برس: “تلك العيدية كانت رائعة بالنسبة لنا فالألعاب في الملاهي كانت تبدأ من ٥ ليرات لـ25 ليرة وكانت الألعاب جميعها لا تتجاوز ٢٥ ليرة وسندويشة الشاورما ١٥ لـ٢٥ ليرة فقط”.

والعيدية بالنسبة لـ”ميساء” هي جزء لتحقيق أشياء وأمنيات، كانت الشابة تتمنى في صغرها أن تشتريها، “فكنا ننتظر العيد ونجمع العيدية ونشتري كل ما نحب”.

ومقارنة مع الزمن الماضي، أو كما يسميه أبو محمد، بـ”الزمن الجميل”، أشار الرجل الستيني إلى أن “العيدية في زماني كانت ليرة وإذا كانت العائلة مقتدرة مادياً تصل لليرة ونصف أو ليرتين”، بحسب ما قال الرجل لنورث برس.

وأضاف: “كنا نشتري كل ما نحب فكانت سندويشة الشاورما وقنينة الكولا بليرة وكنا نلعب بالألعاب بربع ليرة أو نصف ليرة ونشتري أحلى الألعاب بليرة كنا عايشين بزمن الخير ومنزعل على هذا الجيل ما شاف شي من حياته غير الغلاء والدمار”.

إعداد: راما العبد ـ تحرير: تيسير محمد