مزارعو كوباني يتخوفون من حرائق تخمد آمالهم بمحاصيلهم وتكبدهم خسائر

كوباني- نورث برس

يتخوف علي، كما عموم مزارعي كوباني، من تعرض محاصيلهم الزراعية للاحتراق، وتتعاظم مخاوف الرجل وأقرانه أكثر مع اقتراب موسم الحصاد، لاسيما بعد تعرضهم لخسائر بسبب الجفاف وعدم هطول الأمطار خلال الموسمين الفائتين.

يتذكر علي محو (64 عاماً) وهو مزارع من قرية جارقلي بريف كوباني الغربي، كيف التهمت النيران جزءاً كبيراً من الموسم الزراعي في ريف كوباني قبل ثلاث سنوات، بسبب عدم اتخاذ تدابير للوقاية من الحرائق وعدم كفايتها.

ويطالب المزارعون الإدارة الذاتية وهيئة الزراعة والري في إقليم الفرات، باتخاذ تدابير وإجراءاتٍ كتأمين عدد أكبر من سيارات الإطفاء، لحماية محاصيلهم من الحرائق، التي سيكون وقعها “كارثي” على المزارعين، إذا ما حلّت.

يملك “محو” ست هكتارات من القمح المروي، ويرى أن الموسم الزراعي الحالي “ممتازاً” بعد سنتين من الجفاف، إلا أن على المزارعين والإدارة الذاتية العمل بجدية لحماية الموسم الزراعي الحالي.

وتبلغ مساحات الأراضي المروية المزروعة بالقمح والشعير في إقليم الفرات 59 ألف هكتار، بينما تبلغ المساحات المزروعة البعلية 115 ألف هكتاراً، بحسب إحصائيات هيئة الزراعة والري في إقليم الفرات.

توعية السكان

تحتاج حماية المحاصيل لتوعية المزارعين وسكان الريف بشكل عام، وزيادة عدد مراكز استلام المحصول الزراعي بدون عطل خلال فترة موسم الحصاد، يقول “محو”.

ويضيف لنورث برس: “يجب أن يتم توزيع مادة المازوت على أصحاب الجرارات في الريف، لما لهم من دور كبير في حماية الموسم الزراعي من الحرائق، عبر فلاحة الأراضي قبل وصول النيران إليها”.

ويأمل أن يصل الموسم الزراعي إلى نهايته ويستفيد منه المزارعون، كونهم تعرضوا لخسائر خلال الموسمين السابقين.

يوجد في إقليم الفرات ثلاثة صوامع بسعة 33 ألف طن من القمح، الأولى في قرية روفي جنوب كوباني والثانية في بلدة الجلبية جنوب شرقي كوباني والثالثة في بلدة صرين جنوب كوباني، حيث سيكون استلام محصول القمح في البداية على شكل “دوكمة”.

قلة سيارات الإطفاء

يطالب “محو” بزيادة عدد سيارات الإطفاء في الريف الغربي، إلى ست سيارات إطفاء على الأقل على أن تعمل على مدار 24 ساعة يومياً، كي يستطيعوا الوصول إلى الحرائق بسرعة، وخاصة أن المسافة بين هذه القرى واسعة والطرق سيئة.    

ويطالب محمود بكر (63 عاماً) وهو مزارع من قرية خورخوري بريف كوباني الغربي، بأن تكون هناك دوريات مستمرة لمراقبة المحاصيل وحمايتها من الحرائق.

ويتخوف مزارعو كوباني من توجه الحصادات إلى مناطق أخرى، وعدم بقاء أعداد كافية من الحصادات في المنطقة، إذ أن قلة عدد الحصادات تؤثر سلباً على الحصاد وبالتالي زيادة المساحات التي قد تتعرض للحرائق.

خلية لحماية المحاصيل

يوضح المهندس عمر كنجو، وهو الرئيس المشارك لهيئة الزراعة والري في إقليم الفرات، أن الإدارة الذاتية في الفرات، شكلت ما يسمى “خلية” لحماية الموسم الزراعي لعام 2022-2023، في الخامس من شهر نيسان الجاري.

وتتألف الخلية من رئاسة المجلس التنفيذي كرؤساء للخلية، وهيئة الزراعة، وقوى الأمن الداخلي، والبلديات، ومديرية المحروقات، وهيئة الشباب والرياضة إضافة إلى ممثل عن المجلس العسكري كأعضاء.

ومهمة هذه الخلية هي حماية محصولي القمح والشعير من الحرائق، عبر متابعة وضع المحصول إلى أن يصل في النهاية إلى الصوامع، لافتاً إلى أن الخلية ستعمل على مدار 24 ساعة وتقوم بمهامها في حال حدوث أي حريق، وفقاً لـ “كنجو”.

ويضيف أن الخلية ستلزم أصحاب الحصادات والجرارات والسيارات المرافقة لها بوضع أجهزة إطفاء لإخماد الحرائق الصغيرة بسرعة، وتقديم كافة التسهيلات للمزارعين حتى وصول إنتاج المحصول إلى الصوامع.

توزيع مهام

يقول “كنجو”، إن أعضاء الخلية التي تم تشكيلها سيوزعون المهام فيما بينهم، بحيث تقوم قوى الأمن الداخلي وهيئة الشباب والرياضة بتسيير دوريات على مدار 24 ساعة في كافة الأرياف، للاتصال بأرقام طوارئ، في حال حدوث أي حريق.

ويوجد 12 سيارة إطفاء في كوباني وريفها، بينها صهاريج تم تركيب أجهزة إطفاء عليها، حيث سيتم توزيع سيارات الإطفاء في بلدات “القناية وصرين والجلبية وشيران” ومدينة كوباني، إضافة إلى خمس سيارات إطفاء أخرى ستتوزع في بلدة عين عيسى وقريتي الجرن والهيشة.

ويشير “كنجو” أن الهيئة تنسق مع الجهات المعنية لمنع خروج أي حصادة من المنطقة بدون “إذن خروج” من هيئة الزراعة، وذلك لأن الهيئة ستعمل لإبقاء حصادات كافية في المنطقة، والسماح للحصادات التي تزيد عن حاجة المنطقة بالتوجه إلى المناطق الأخرى.

ويضيف أن الهيئة ستعلن قريباً موعد ترخيص الحصادات من أجل تأمين مستحقاتها من مادة المازوت.

وفي الموسم الزراعي الفائت رخصت هيئة الزراعة والري 700 حصادة في إقليم الفرات، حيث عملت أغلب هذه الحصادات في مناطق الجزيرة والرقة والطبقة.

ويطالب الرئيس المشارك لهيئة الزراعة في إقليم الفرات المزارعين للمساهمة بحماية المحاصيل، عبر رش المبيدات على النباتات التي تنمو على الطرق أو فلاحة هذه النباتات، لتخفيف أضرار الحرائق قدر الإمكان على محصولي القمح والشعير.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: أحمد عثمان