“إذا قدرنا رح نشتري ضيافة ولبس العيد “.. حال سكان في القامشلي
القامشلي – نورث برس
تتجول هيفاء في سوق القامشلي شمالي شرقي سوريا لشراء ألبسة العيد لأطفالها الخمسة, وتبحث عن ما قلَّ سعره وناسب إمكانياتها في ظل ارتفاع اسعار البسة وضيافة العيد هذه العام.
وبلهجتها المحلية تقول هيفاء العلي (35 عاماً) من سكان مدينة القامشلي، وأم لـ خمسة أطفال, لنورث برس، “إذا قدرنا رح نشتري ضيافة ولبس العيد, رح نتبع الأرخص في السوق”.
وتقارن “العلي” بين أسعار هذا العام مع سابقه، “قبل كنا نشتري ضيافة العيد وتكلف 100 ألف ليرة سورية, لكن الآن نحتاج قرابة 400 ألف ليرة لشرائها”.

وبالإضافة لضيافة العيد، باتت ملابس الأطفال باهظة الثمن وتفوق قدرتنا الشرائية, “سعر أقل قطعة في السوق 50 ألف ليرة وما فوق, وزوجي يعمل عامل مياومة, كيف سندبر أمورنا هذا العيد؟”
يصف هفال محمد شريف، وهو صاحب محل ألبسة أطفال في القامشلي، الإقبال على شراء الألبسة بـ”الضعيف جداً”، مقارنة بالأعياد الماضية, وبالرغم من أن الأسواق تشهد حركة كبيرة إلا أن السكان يختارون “ما هو أرخص ويناسب إمكانياتهم”.
وربط “شريف” ضعف حركة الشراء هذا العام بارتفاع سعر صرف الدولار والذي تجاوز الـ 7 آلاف ليرة.
ويقول لنورث برس: “القطعة التي كان سعرها 25 ألف, اليوم نبيعها بـ 100 ألف ليرة. والعوائل التي لديها أكثر من طفل لا تستطيع الشراء بهذه الأسعار لذلك تقصد البسطات الشعبية”.
ويشير إلى أن شراء البضاعة يكون بالدولار من مدينة حلب, وعملية البيع ضمن السوق في القامشلي تكون بالعملة السورية, “ومعظم الأحيان نخسر, لأن سعر صرف الدولار غير مستقر”.
ويتذمر جاندرالله محمد (40 عاماً) من سكان مدينة القامشلي، ويعمل على بسطة في سوق المدينة, من ارتفاع أسعار الألبسة، “كل طفل يحتاج لـ 150 ألف ليرة سورية أقل شيء لشراء لباس العيد له, في هذه الحالة احتاج مليون ليرة لشراء لباس العيد لأطفالي”.
أما بالنسبة لأسعار ضيافة العيد هذا العام, فالأسعار خيالية ومرتفعة جداً, سعر كيلو سكر من النوع العادي يبلغ 25 ألف ليرة.
وأدى الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شباط/ فبراير الفائت، لتوقف معامل السكاكر في حلب وحمص والشام وتركيا, الأمر الذي تسبب بانخفاض في الإنتاج هذا العام.
ويرجع خضر يوسف، بائع سكاكر، ارتفاع أسعار ضيافة العيد هذا العام إلى “الارتفاع العالي لسعر صرف الدولار, وإغلاق المعابر الحدودية, بالإضافة إلى أن للزلزال المدمر السبب الأساسي لرفع سعر الضيافة”.
ويضيف: “أسعار السكاكر تبدأ من 12 ألف ليرة وحتى 35 ألف ليرة سورية, السكر الإيراني والأوكراني والتركي تكون أخف تسعيرة من النوعية السورية”.