منظمات إنسانية “ودعم غائب”.. الواقع الصحي لمخيم سري كانيه في الحسكة
الحسكة – نورث برس
يجلس أحمد في خيمته التي لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار في مخيم سري كانيه، شرقي الحسكة شمال شرقي سوريا، وهو يحتضن طفله المريض بمرض تضيق الصمام الرئوي، عاجزاً عن تقديم العلاج الضروري له، نظراً للتكاليف الكبيرة التي تترتب على ذلك في ظل قلة الخدمات الطبية المقدمة للنازحين في المخيم.
أحمد محمد النهر (46) عاماً، ينحدر من قرية عنيق الهوى بريف رأس العين – سري كانيه وتتألف عائلته من 6 أفراد، ويحتاج لعشرة ملايين في سبيل إجراء عملية جراحية لطفله محمد ذو الأربع سنوات في دمشق، “لعدم توفر الأجهزة الطبية الحديثة في المنطقة لعلاج مرضه”.
ورغم حاجته لمراقبة دائمة ورعاية طبية كل ستة أشهر، إلا أن “النهر” لم يصطحب طفله إلى الطبيب منذ عام تقريباً، “ليس بمقدورنا نقله لمعاينته عند الأطباء في الحسكة، فالمعاينة تتراوح بين 20 إلى 25 ألف ليرة، ونحن نازحون ونتدبر أمورنا بصعوبة”.
ولا يوجد في المخيم رعاية صحية ومراقبة لأمراض القلب “بالنسبة لطفلي”، بحسب “النهر”، وما يقوم به الجانب الطبي يكون بحسب الإمكانات المتوفرة، فالأدوية تقتصر على المسكنات وخافضات الحرارة.
ويضم مخيم سري كانيه 2579 عائلة بعدد أفراد يبلغ 15400 نازح ، منهم نحو 8150 طفل و 3961 امرأة و 3289 رجل، منهم 480 من ذوي الاحتياجات الخاصة و 520 شخص مصابون بأمراض مزمنة.
وتصف مريم خميس عليوي (41) عاماً من نازحي قرية عنيق الهوى بريف سري كانيه، وتتألف عائلتها من 7 أفراد، الواقع الطبي في المخيم “غير جيد ولا يقدم كل احتياجات الأهالي هنا”، وتضيف: “والدتي مصابة بمرض القلب والضغط وهنا لا تتوفر أدوية لأمراضها”.
وقالت: “المركز يحتاج للمزيد من الدعم، من أجل تقديم خدمات أفضل للنازحين المتواجدين في المخيم”.
وتشتكي “عليوي” من غياب المنظمات الإنسانية أو المعنية المختصة بأمور النساء، حيث أنهنَّ يعانين بشكل مضاعف من الأمراض وأصعبها أمور الولادة القيصرية، من حيث التكاليف والمكان غير المناسب.
تتواجد في المخيم نقطتان طبيتان، وهما الهلال الأحمر الكردي ومنظمة IRC، الهلال الأحمر يعمل وبشكل خاص الحالات المستعجلة مثل إصابات الطلقات النارية, الجلطة الدماغية, النزيف الدماغي والخدمات المتعلقة بالأطفال حديثي الولادة والذين بحاجة حواضن.
ويقول دلو محمد علي مدير مكتب الصحة في مخيم سري كانيه، إن “الخدمات الطبية داخل المخيم هي قليلة نوعاً ما، والعمل يستمر ولكن بصعوبة”، ويضيف: “هناك نواقص كثيرة من ناحية الأدوية والعمليات الباردة (الحنجرة والفتق والدوالي)، ولم تحمل أي منظمة طبية على عاتقها مسؤولية تلك العمليات”.
ويشير إلى أن الصيدليات الموجودة للهلال الأحمر الكردي و IRC تقدم الخدمات حتى منتصف النهار، “لقلة الدعم المقدم من قبل النقاط الطبية للنازحين في مخيم سري كانيه، وعدم تدخل المنظمات بشكل ملموس على غرار الخدمات المقدمة في مخيمات الهول والعريشة وروج”.