باحثة أميركية تحذر من تساهل بلادها مع مساعي التطبيع وتأثيره على شمالي سوريا

غرفة الأخبار – نورث برس

حذّرت باحثة أميركية من تساهل الولايات المتحدة في مساعي دول للتطبيع مع النظام السوري، لما له تأثير على الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا وسوريا عامةً، فيما ربطت التأثيرات بتركيا وسوء تعاملها مع القضية الكردية، وكذلك غياب استراتيجية أميركية، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأزمة.

وقالت رئيسة قسم الأبحاث في مركز السلام الكردي بواشنطن، ميغان بوديت، في لقائها ببرنامج “واشنطن أون لاين” الذي تبثه نورث برس من العاصمة الأميركية، إن مسار التطبيع مع “النظام السوري” يأتي بسبب غياب الاستراتيجية الأميركية في سوريا، وكنتيجة لذلك ثمة دول موالية للولايات المتحدة وكانت في السابق معارضة لسيطرة “النظام” على كل الأراضي السوري، اليوم تقوم بتعديل مواقفها تجاه دمشق.

وأعتبرت بوديت أن هذا “يمثل خطراً” على الشمال الشرقي من البلاد الذي يعد البديل الوحيد المستقر عن قيام “النظام السوري” بالسيطرة الكاملة على كل سوريا.

وقالت إنه يمكن لأميركا أن تقول لحلفائها في حال أردتم القيام بأي عمليات تطبيع عليكم عندها الحصول على شيء في المقابل ومنها مطالبة “النظام” بتقديم بعض التنازلات ليغيير سلوكه في التعامل مع الشمال الشرقي.

وشددت على أهمية أن تبدأ واشنطن  بتنفيذ الأفعال بشكل عاجل، لأن تجميد الصراع والتأمل بأن ذلك سينعكس ايجاباً في حال استمر هكذا ولفترة طويلة، سوف يقود إلى التطبيع مع “النظام” في النهاية.

ومع مواجهة الولايات المتحدة صراعاً من حيث النفوذ مع روسيا والصين، تقول بوديت إن التواجد العسكري من أجل مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والتأكد من هزيمته الدائمة هو أمر مهم، لكن هذا وحده لن يقود إلى مستقبل مستقر.

ويتطلب من الولايات المتحدة خطة ديبلوماسية واستراتيجية وهدف واضح نحو الحل السياسي الذي يؤمن الاستقرار للمنطقة، وأن يتم معالجة جذور مشكلة الصراع في سوريا وفي كل المنطقة، لضمان الوضع حتى لو انسحبت لاحقاً تحت ضغط المطالبات الداخلية الأميركية، بحسب الباحثة.

ورأت بوديت أن الحل السياسي يحتاج إلى انخراط أكبر في تركيا وفي الصراع الكردي – التركي وحل القضية الكردية هناك، لتبديد السبب الذي يدفعها للتدخل في سوريا بشكل غير متوقع ويفيد “نظام الأسد”.

وفي هذا الصدد، قالت بوديت إن حزب العمال الكردستاني وباتخاذه قرار وقف إطلاق النار بعد الزلزال، أرد عدم التصعيد ومساعدة شمال وشرقي سوريا في تحقيق الإدارة الذاتية والأمن لمواطنيهما ويساهم في تخفيف الضغط السياسي عليها.

لكن بالمقابل وبالعودة إلى الوراء فإن تركيا اتهمت شمال شرقي سوريا بتنفيذ تفجير إسطنبول دون أي دليل، وقامت وقتها القوات الجوية التركية بتنفيذ ضربات أدت إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وقتلت أرواح مدنية، ما يثبت بأن سياسة الولايات المتحدة ودول أخرى  تجاه سوريا وان معارضتها للغزو التركي بشكل كلامي غير كافي، وفقاً لبوديت.

وشرحت الباحثة الواقع الصعب في شمال شرقي سوريا خلال زيارة سابقة أجرتها ضمن العام الجاري، عازيةً ذلك إلى عدم وجود استراتيجية واضحة في ظل  معرفة أن “اللاعبين السيئين مثل إيران وتركيا وداعش”، يريدون تدمير الحكم الذاتي في المنطقة وهو ما يشعر سكانها بالقلق.

فضلاً عن هذا، ترى بوديت أن العقوبات الأميركية المفروضة على “النظام” لها تأثير كبير على الشعب، ما يستدعي خطة محكمة لحصر تأثيرها عليه دون المجتمعات.

إضافة إلى ذلك، قالت الباحثة الأميركية إن المسيرات تركية المستمرة تسبب الخوف والتوتر وعدم الاستقرار، مبينة أن عدم استقرار أمني يعني عدم استقرار اقتصادي ونمو،  لكن رغم ذلك “هناك شعب يقاوم كل هذه الظروف.”

وشددت على أنه حان الوقت لأن تقوم الولايات المتحدة بخلق استراتيجية تدعم الادارة الذاتية وتقوم بدعم الحل السياسي في شمال شرقي سوريا بشكل يفيد كل السوريين، وألا يتم معالجة هذا الصراع مع تركيا عبر إزالة أهم عامل أثر على الاستقرار في سوريا، “لأن هذا سوف يعطي الفرصة لداعش وللنظام”.

إعداد: هوزان زبير  –  تحرير:  عكيد مشمش