قصف السليمانية.. تقويض لمحاربة “داعش” وورقة للانتخابات التركية

شدد مسؤولون في الولايات المتحدة الأميركية، على أهمية الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وخاصة بعد الاستهداف الذي تعرض له موكب عسكري ضم  قائد “قسد”،  ووفد أميركي في السليمانية بإقليم كردستان العراق.

تعرض مطار السليمانية الدولي بإقليم كردستان، مساء الجمعة، لاستهداف صاروخي تركي دون أن يسفر عن وجود أية ضحايا أو خسائر مادية.

استهدف القصف موكباً كان يضم قائد “قسد” مع وفد من التحالف الدولي وقوات مكافحة الإرهاب في السليمانية.

وكشف الجنرال مظلوم عبدي في حوار خاص لنورث برس، عن تفاصيل استهداف موكبه، “كان معي جنود أميركيون وقوات  مكافحة الإرهاب CTG”.

وتعليقاً على الحادثة قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان، إن ثلاثة أميركيين كانوا في الموكب المُستهدف في السليمانية ولم يصب أحد بجروح، ولم ينسب البيان القصف لتركيا.

وعن سبب وجودهم في السليمانية، قال عبدي: “لدينا غرف عمليات مشتركة مع أجهزة مكافحة الإرهاب في العراق وإقليم كردستان بعلم التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، وهي تثمر دائماً عن نتائج جيدة لصالح الاستقرار في كلا الطرفين العراقي والسوري”.

سياسياً

كما أدان عبدي القصف عازياً إياه إلى “المواقف الوطنية” لــ “الاتحاد الوطني”، وقال في تغريدة: “ندين بشدة استهداف مطار السليمانية من قبل تركيا”، مضيفاً أن “هذه الانتهاكات مستمرة في العراق وسوريا ولها أبعاد خطيرة ضد المنطقة برمتها”.

 واعتبر أن مساندة “الاتحاد” لــ “أشقائه في سوريا” تزعج تركيا، مؤكداً على الاستمرار في “علاقاتنا المبدئية مع أشقائنا وحلفائنا في السليمانية وإننا في صف واحد ضد هذه الانتهاكات”.

ونشر سيناتور أميركي كريس فان هولن، تغريدة عبر “تويتر”، قال فيها، إن هذا الهجوم هدد حياة العسكريين الأمريكيين و”قسد”.

وأضاف، أن الجنرال مظلوم عبدي حليف مهم للولايات المتحدة الأميركية، في القتال ضد “داعش”، واعتبر أن الهجوم “غير مقبول”.

وطالب السيناتور بفتح تحقيق “كامل”، لافتاً إلى أنه “يجب محاسبة المسؤولين” عن الهجوم على مطار السليمانية الدولي.

بدوره، قال  فيليب فينتورا متحدث باسم البنتاغون، إن بلاده تعارض الهجوم على المطار، وتؤكد على دعمها الراسخ للحلفاء في “قسد”، وأعرب عن نية الولايات المتحدة بالبقاء في سوريا والعراق حتى إتمام هزيمة تنظيم “داعش”.

كما أدانت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا في بيان، عن القصف التركي للمطار، واعتبرت أن تركيا “تهدف لخلق الفوضى عبر تدخلاتها واستباحتها لسيادة الجوار”.

ووصف البيان حادثة مطار السليمانية بـ “الاعتداء” على سيادة العراق التي تمارسها تركيا، “وإطلاق يد تركيا في العراق إقليم كردستان تحت حجج وذرائع واهية”.

وأكدت على وقوفها مع إدارة السليمانية، ودعت لمواجهة “الاعتداء” بمواقف واضحة من قبل كل القوى في العراق وإقليم كردستان.

وشددت الرئاسة العراقية على “عدم وجود مبرر قانوني يخول القوات التركية الاستمرار على نهجها في ترويع المدنيين الآمنين بذريعة وجود قوات مناوئة لها على الأراضي العراقية”.

وطالبت الحكومة التركية بتحمل المسؤولية وتقديم اعتذار رسمي عن هذه التصرفات ووقف “الاعتداءات”.

وحول تأثير الاستهدافات على عمل “قسد”  في عملية قيادة وترسيخ الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، قال عبدي لنورث برس: “بالتأكيد ليس هناك أي شيء يمكن أن يوقف عملية البناء والاستقرار، عملنا منذ سنين طويلة ونحن مستمرون في ذلك، حماية شعبي من أي هجوم تهدد به تركيا وغيرها هي أولويتنا وإننا نعمل من أجل ذلك”.

وأكد الجنرال، أن الهجوم الذي قامت به تركيا قد “فشل”، معتبراً أن تركيا كان لها عدة أهداف رئيسية من الهجوم على مطار السليمانية، بما في ذلك “إبطال قتالنا الذي نخوضه ضد داعش، وتقويض علاقاتنا مع القوى الكردية وأنها تريد استخدام هذه الهجمات كورقة في الحملات الانتخابية”.

إعداد وتحرير: روبين عمر