دير الزور – نورث برس
تحاول عليا تأمين ثمن الأدوية لابنها المريض، لذا تضطر المرأة للعمل وتقليص نفقات أسرتها في سبيل ذلك، لا سيما أن الأدوية غير متوفرة في المراكز الطبية والمشافي.
عليا الأحمد (38عاماً) وهي من سكان قرية التل 11كم غربي دير الزور، أرملة، ولديها 3 أطفال، أحدهم وهو في السادسة من العمر يعاني من مرض مزمن، ويحتاج لأدوية بشكل مستمر، غير متوفرة في أي مركز طبي قريب منها.
ويحتاج قطاع الصحة في دير الزور، لدعم كبير من ناحية الأدوية والتجهيزات الطبية، في ظل انتشار الأمراض والأوبئة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية، وإنشاء مراكز طبية.

وكما باقي سكان دير الزور تشتكي “الأحمد” من عدم القدرة على شراء الأدوية، بالإضافة لمعاناتها في ظل نقص الخدمات الطبية في المراكز الصحية.
وتطالب المرأة بدعم القطاع الصحي في المنطقة، من حيث توفير الأجهزة الطبية للمراكز والمشافي، وتوفير الأدوية، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسكان.
وتعاني المنطقة من ضعف واضح في القطاع الصحي، ما يجبر السكان على قطع مسافات طويلة لتلقي العلاج، في مراكز تدعمها “منظمات”، وتعاني مناطق دير الزور من قلة المنظمات التي تعمل في المنطقة بحجة الواقع الأمني المتردي.
ويقول سليمان العكلة (45عاماً) وهو من سكان قرية الحصان 12كم غربي دير الزور، إن قطاع الصحة في دير الزور “ضعيف جداً”، من حيث الخدمات الطبية ووجود أطباء مختصين.
ويضيف، أن أغلب سكان المنطقة يقصدون الرقة والحسكة، في ظل غياب مراكز طبية وصيدليات عامة، تساعد السكان في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار.
ونتيجة للواقع الأمني المتردي والظروف المعيشية الصعبة، هاجر غالبية الأطباء والعاملين في القطاع الصحي من دير الزور، وهو ما أثر بشكل سلبي على القطاع الصحي في المنطقة، بحسب سكان.
أما خلف الجاسم (48عاماً)، وهو من سكان قرية الطار 12كم غربي دير الزور، فيعزو تردي الواقع الصحي في المنطقة إلى قلة المشافي والمراكز الصحية في الخط الغربي بدير الزور.
إذا لا يوجد سوى مشفيي الكسرة والمدينة، وكلاهما لا يسدان حاجة السكان، في ظل ارتفاع أسعار الأدوية، وارتفاع تكاليف المشافي الخاصة.
وفي الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر العام الماضي، طالب مسؤول في لجنة الصحة بدير الزور، البرامج الدولية والمنظّمات الداعمة للقطاع الصحي، بمساندة لجنة الصحة بالأدوية اللازمة بعد انتشار مرض الكوليرا في دير الزور.
وقال طارق الإبراهيم مدير مشفى الكسرة في ريف دير الزور الغربي، لنورث برس، حينها، إن منظمات صحية قدمت دعماً للمشفى ولكنه “غير كافي” ولا يلبي الحاجة في ظل تسجيل إصابات عديدة بالكوليرا.
وفي ذات التصريح ذكر “الإبراهيم” أنهم لم يتلقوا أي دعم من قبل لجنة الصحة في مجلس دير الزور المدني.
فيما تعمل لجنة الصحة في دير الزور على إعادة ترميم مشفى الكسرة العام، لتلبية احتياجات السكان من الناحية الطبية في ظل اعتمادهم على المشفى المصغر، وفقاً لمسؤولي الصحة في دير الزور.
كما تحاول تأمين دعم أكبر لإعادة تأهيل كامل المشفى المؤلفة من ثلاثة طوابق، تبلغ مساحة الطابق الواحد منها 1875متر مربع، ويعتبر أكبر مشفى في دير الزور.