ما نعرفه عن لائحة اتهام واستسلام دونالد ترامب

على الرغم من توجيه الاتهام إلى السيد ترامب الأسبوع الماضي، إلا أنه لم يتم الكشف عن التهم في القضية حتى جلسة الثلاثاء، والتي تركز على تورط الرئيس السابق في دفع أموال كرشاوى مقابل صمت النجمة الإباحية، ستورمي دانيلز، التي قالت إنها كانت على علاقة معه.

ونظمت مجموعة من أنصار السيد ترامب، بمن فيهم النائبة مارجوري تايلور جرين من جورجيا، مسيرة خارج قاعة المحكمة للاحتجاج على المدعي العام لمنطقة مانهاتن، ألفين براغ الذي وجه التهم لترامب. وأمضى مسؤولو تطبيق القانون من عدة وكالات أسابيع في التحضير لاحتمال حدوث احتجاجات أو اضطرابات.

وبدأ السيد براغ في التدقيق في مدفوعات الرشاوى – التي قام بها مايكل دي كوهين، مساعد السيد ترامب في ذلك الوقت – الصيف الماضي. وقام المدعون بتشكيل هيئة محلفين كبرى في كانون الثاني/يناير، وصوّت المحلفون على توجيه الاتهام إلى السيد ترامب يوم الخميس الماضي.

في حين أن الحقائق مثيرة ولائحة الاتهام كبيرة، فإن القضية المرفوعة ضد السيد ترامب يمكن أن تتوقف على نظرية قانونية غير مجرية. فالإدانة ليست مؤكدة على الإطلاق.

وإليكم ما نعرفه وما لا نعرفه عن القضية الجنائية ضد السيد ترامب:

لماذا تم توجيه الاتهام إلى دونالد ترامب؟

تتكون لائحة الاتهام من 34 تهمة جنائية بتزوير سجلات الأعمال من الدرجة الأولى.

وتنبع التهم من أموال تم دفعها للسيدة دانيلز، التي كانت تحاول في تشرين الأول/أكتوبر 2016، خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة الرئاسية، بيع قصتها عن علاقة غرامية مع السيد ترامب. 

في البداية، اتصل ممثلو السيدة دانيلز بـمجلة الناشونال انكوايرر لتقديم حقوق حصرية لقصتها. ووافق ديفيد بيكر، ناشر الصحف الصفراء وحليف السيد ترامب منذ فترة طويلة، على البحث عن قصص يحتمل أن تكون ضارة عنه خلال حملة عام 2016، وفي وقت من الأوقات وافق على شراء قصة علاقة امرأة أخرى بالسيد ترامب وعدم نشرها أبداً، وهي حركة تُعرف باسم “الصيد والقتل”.

لكن السيد بيكر لم يشتري قصة السيدة دانيلز. وبدلاً من ذلك، ساعد هو وكبير محرري الصحيفة الصفراء، ديلان هوارد، في التوسط في صفقة منفصلة بين السيد كوهين ومحامي السيدة دانيلز.

ودفع السيد كوهين 130 ألف دولار، وسدده السيد ترامب لاحقاً من البيت الأبيض.

وفي عام 2018، أقر السيد كوهين بأنه مدان في عدد من التهم، بما في ذلك جرائم تمويل الحملات الفيدرالية التي تنطوي على أموال الرشاوى. وخلص المدعون الفيدراليون إلى أن الدفع كان بمثابة تبرع غير لائق لحملة السيد ترامب.

وفي الأيام التي أعقبت إقرار السيد كوهين بالتهمة، فتح مكتب المدعي العام تحقيقه الجنائي الخاص في الأمر. بينما كان المدعون الفيدراليون يركزون على السيد كوهين، كان تحقيق المدعي العام يركز على السيد ترامب.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ 

أقر السيد ترامب يوم الثلاثاء بأنه غير مدان ثم غادر قاعة المحكمة للعودة إلى منزله في مارالاغو في فلوريدا. وسيحدد القاضي المشرف على القضية، خوان ميركان، موعداً للإجراءات الرسمية التالية، والتي قد تستغرق شهوراً. وفي غضون ذلك، سيتبادل المدعون ومحامو الدفاع الوثائق ويقدمون المقترحات.

كيف سلم السيد ترامب نفسه؟

 اتخذ السيد ترامب الخطوات الروتينية المتعلقة بإجراءات الاعتقال الجنائي المتبعة في نيويورك.

وجرت العادة أن يتم تكبيل أيدي المتهمين الذين يتم القبض عليهم بتهم جنائية، إلا أنه تم استثناء الرئيس السابق من هذا الأمر. كما أنه لم يتم التقاط صورة رسمية له من أجل سجلات الشرطة.

وتم مرافقة السيد ترامب في كل خطوة – منذ اللحظة التي تم فيها احتجازه حتى مثوله أمام القاضي في مبنى المحاكم الجنائية – من قبل عملاء مسلحين من الخدمة السرية الأميركية. فهم مطالبون بموجب القانون بحمايته في جميع الأوقات.

وبعد تقديمه للمحاكمة، تم إطلاق سراحه بناءً على تعهده الخاص، لأن لائحة الاتهام لم تتضمن سوى تهم جنائية غير عنيفة. وبموجب قانون نيويورك، لا يمكن للمدعين العامين طلب الإفراج عن المدعى عليه بكفالة في مثل هذه القضايا.

إذن ما الخطأ المحتمل الذي ارتكبه السيد ترامب؟

عند الاعتراف بالذنب في المحكمة الفيدرالية، وجه السيد كوهين أصابع الاتهام إلى رئيسه. وقال إن السيد ترامب هو الذي وجهه لدفع الأموال السيدة دانيلز، وهو ادعاء أيده المدعون لاحقًا.

كما أثار المدعون تساؤلات حول شيكات السداد الشهرية المدفوعة من قبل السيد ترامب للسيد كوهين. وقالوا في أوراق المحكمة إن شركة السيد ترامب «احتسبت بشكل خاطئ» المدفوعات الشهرية باعتبارها نفقات قانونية وأن سجلات الشركة استشهدت باتفاق توكيل مع السيد كوهين. وعلى الرغم من أن السيد كوهين كان محامياً، وأصبح المحامي الشخصي للسيد ترامب بعد توليه منصبه، لم يكن هناك اتفاق توكيل من هذا القبيل، ولم يكن السداد مرتبطاً بأي خدمات قانونية قام بها السيد كوهين.

وقال السيد كوهين إن السيد ترامب كان على علم باتفاقية التوكيل الزائفة، وهو اتهام يمكن أن يشكل أساس القضية ضد الرئيس السابق.

وفي نيويورك، يمكن أن يرقى تزوير السجلات التجارية إلى جريمة، وإن كانت جنحة. ولرفع الجريمة إلى تهمة جناية، يجب على المدعين العامين للسيد براغ إظهار أن “نية السيد ترامب للاحتيال” تضمنت ارتكاب أو إخفاء جريمة ثانية.

وفي هذه الحالة، يمكن أن تكون تلك الجريمة الثانية انتهاكاً لقانون الانتخابات. في حين أن الرشاوى ليست غير قانونية بطبيعتها، يمكن للمدعين أن يقرروا بأن دفع مبلغ 130 ألف دولار أصبح فعلياً تبرعاً غير لائق لحملة السيد ترامب بموجب النظرية القائلة بأنها أفادت ترشيحه لأنه أسكت السيدة دانيلز.

هل سيكون من الصعب إثبات ذلك؟

قد تكون إدانة السيد ترامب أو إرساله إلى السجن أمراً صعباً لسبب واحد، وهو أنه من المؤكد أن محامي السيد ترامب سيهاجمون مصداقية السيد كوهين من خلال الاستشهاد بسجله الجنائي. وقد يعارض المدعون ذلك بأن المساعد السابق كذب منذ سنوات نيابة عن رئيسه في ذلك الوقت وهو الآن في أفضل وضع لتفصيل سلوك السيد ترامب.

وقد تتوقف القضية المرفوعة ضد السيد ترامب أيضاً على نظرية قانونية غير مجربة.

وفقاً لخبراء قانونيين، لم يقم المدعون العامون في نيويورك من قبل بدمج تهمة تزوير السجلات التجارية مع انتهاك قانون الانتخابات بالولاية في قضية تنطوي على انتخابات رئاسية، أو أي حملة فيدرالية. نظراً لأنه لم يتم فعل هذا سابقاً، فمن الممكن أن يتجاهلها القاضي أو يخفض تهمة الجناية إلى جنحة.

حتى لو بقيت التهمة قائمة، فإنها ترقى إلى مستوى جناية منخفضة. وإذا أدين السيد ترامب في النهاية، فسيواجه عقوبة قصوى تصل لأربع سنوات، على الرغم من أن مدة السجن لن تكون إلزامية.

كيف كان رد فعل السيد ترامب على توجيه الاتهام إليه؟

رد السيد ترامب في بيان، واصفاً تصويت هيئة المحلفين الكبرى في مانهاتن بأنه “اضطهاد سياسي وتدخل في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ”.

يعكس بيان السيد ترامب ما كان جهداً استثنائياً وشاقاً لمحاولة منع السيد براغ من توجيه الاتهام إليه. 

ومع ذلك، كان البيان لافتاً للنظر بسبب لهجته العدوانية ضد الادعاء، وإشارة إلى ما قد يأتي أيضاً.

وكتب السيد ترامب يقول: «لقد كذب الديمقراطيون وخدعوا وسرقوا  في هوسهم  لمحاولة “القضاء على ترامب “، لكنهم الآن فعلوا ما لا يمكن تصوره، وهو اتهام شخص بريء تماماً.”

وصاغ ترامب التحقيق الذي أسفر عن لائحة الاتهام على أنه الأحدث في سلسلة طويلة من التحقيقات الجنائية التي واجهها، ولم يسفر أي منها عن توجيه اتهامات.

 كتبه جونا بروميتش/بروتس ووليام راشبوم لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية وترجمته نورث برس