منبج.. مهن مرتبطة برمضان لم تعد تسد حاجة أصحابها كما في السابق

منبج – نورث برس

في أحد شوارع منبج يعمل مصطفى، في بيع مشاريب رمضانية، وهي مهنة توارثها عن أجداده، وفي المدينة جميع السكان يعرفونه وأجداده كون عمله ارتبط بالشهر الفضيل.

مصطفى الفتال (39 عاماً)، وهو من سكان منبج، ورب أسرة مؤلفه من خمس أشخاص، يعمل في بيع عرق السوس والتمر الهندي بشكل خاص في رمضان على “البسطة”، وفي فصل الصيف يكون ببيعه في الكاسات المثلجة.

يقول الرجل أن هذه المهنة “تستره” وعائلته، ولكنها لا تغنيه ولا تأتي عليه بمردود جيد كما في السابق، فقد باتت أسعار بضاعته التي يشتريها اليوم باهظة الثمن، وتحسب عليهم بالدولار، مما جعل مردودها قليل وتكاد لا تكفيه.

ويشتكي أصحاب مهن من غلاء أسعار المواد الأولية والتي أصبحت تباع بالدولار الامريكي، لذا باتت مهنهم التي ورثوها عن أجدادهم لا تسد حاجاتهم والتكاليف التي يضعونها أثناء عملهم.

يقول عبد الكافي العوني (48 عاماً)، من سكان منبج ورب أسرة من7 أشخاص ويعمل في بيع التمر والزبدة واللبنة، المأكولات الخاصة بالأسحار (السحور) في شهر رمضان.

ويشتكي هو الآخر، من الغلاء الفاحش في الأسواق مما جعلها فارغة من المارة، إذ أنه كان يبيع كيلو التمر الواحد بـ 1500 ليرة، واليوم يشتريه على القبان بـ 5500 ليرة، عدا ثمن الأكياس التي يستخدمها في البيع والتي وصل سعرها إلى 100 ليرة للكيس الواحد.

ويتحسر “العوني”، على مهنة بيع التمر التي كانت تأتي عليه بالأرباح عندما كان التمر رخيص، أمام اليوم وأمام ارتفاع الأسعار الكبير بات السكان لا يشترون، ومن يشتري منهم بكميات قليلة.

ويأمل الرجل، بأن تكون الأسعار أرخص من قبل التجار في شهر رمضان وخاصة للمواد المطلوبة في سحور رمضان مثل اللبنة والتمر والذي يعتبر أساسياً في الصيام لما فيه من فائدة، بيد أن البعض بات لا يشتريه تخفيفاً للتكاليف.

ويشتكي سكان منبج من الغلاء الذي ضرب المواد الغذائية لا سيما المرتبطة بشهر رمضان، ونتيجة الغلاء الفاحش وصعوبة الظروف الاقتصادية للسكان باتت أسواق المدينة “شبه خالية”.

ويعتبر غالبية سكان منبج من الطبقة الفقيرة والوسطى ويعيشون أوضاع معيشية صعبة، وليسوا من السكان الذين يعيشون في رفاهية، وأثر عليهم الغلاء الفاحش بشكل كبير.

وفي السوق يجلس محمد كلاي (64 عاماً)، وهومن سكان منبج ورب أسرة من 9 أفراد، في شارع السندي وسط مدينة منبج وفي مخبزه الخاص بصنع المعجنات، الذي يعد مصدر رزق له ولعائلته.

ويعمل الرجل في مخبز لصنع المعجنات، ويصنع المعروك المرتبط بشكل أساسي في شهر رمضان لإقبال الناس عليه، ويعتبر شهر رمضان “موسم” المعروك.

ويرى “كلاي”، بأن مهنته اليوم باتت “تستر الحال”، وتعرض الرجل في العام الماضي لخسائر كبيرة بسبب التذبذب بأسعار صرف الدولار، وقلة الرقابة من قبل التموين على المواد الأولية.

ومع دخول شهر رمضان شهدت أسواق مدينة منبج ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية، وكافة أنواع السلع مما جعل السكان في المدينة يتذمرون من الغلاء الفاحش كما وصفه البعض منهم.

ويحتاج صنع المعروك للعديد من المواد التي باتت أسعارها اليوم تشهد غلاء كبير، مما أجبرهم على رفع سعرها، ويعمل “كلاي” مع أبنائه في مخبزهم في موسم رمضان حتى الثانية بعد منتصف الليل.

ويعاني “كلاي” من ارتفاع في أسعار المواد الأولية، فقد وصل سعر كيس الطحين الخاص بصنع المعروك إلى 175 ألف ليرة، وذلك يزيد في سعره ليصل إلى السكان.

ويعتبر أصحاب المهن المرتبطة بشهر رمضان في منبج، بأنها باتت تستر حالهم فقط ولا تدر عليهم بأرباح كما كانت في السابق.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: أحمد عثمانأأ