“اللحمة صارت حلم”.. سكان في دير الزور يسعون لتحقيقه

دير الزور – نورث برس

ينتظر أحمد الزيادة التي أصدرتها الإدارة الذاتية على رواتب الموظفين بفارغ الصبر، فقد وضع الرجل خطة لشراء اللحم على الراتب، فوجودها في المنزل بات أشبه بالحلم.

يقول أحمد الخلف (40عاماً) من سكان قرية محيميدة نحو 15كم غربي دير الزور، إنه لم يُدخل اللحمة بأنواعها إلى منزله منذ أكثر من شهرين، بعد ارتفاع كبير في أسعارها.

وارتفعت أسعار اللحوم خلال الفترة الماضية بشكل “جنوني”، لا سيما مع دخول شهر رمضان المبارك، إذ أصبحت حديث السكان بعد أن وصل سعر الكيلو إلى أكثر من 50 ألف ليرة.

والراتب الذي يحصل عليه “الخلف” لا يكفي لأكثر من 5 أيام، إذا أن عائلته تتكون من 6 أشخاص، لذلك بات يعاني صعوبات اقتصادية وكانت اللحوم أولى الوجبات التي استغنى عنها، بعد ارتفاع الأسعار الكبير وتدهور قيمة الليرة وتدني قيمة الراتب.

وعانى موظفو الإدارة الذاتية من صعوبات اقتصادية نتيجة تدني الرواتب، حيث كان يبلغ متوسط الراتب 380 ألف (أي ما يقارب 50 دولاراً أميركياً)، ولكن الإدارة رفعت رواتب موظفيها اعتباراً من شهر آذار/ مارس الفائت، ضمناً، حيث يبلغ الحد الأدنى 520 ألف (حوالي 70دولار).

إلا أن موظفين يجهلون تداعيات تلك الزيادة في الراتب وانعكاسها على أسعار المواد في الأسواق.

لذا وأمام محدودية الدخل الذي يعاني منها “الخلف” يطالب برقابة فعلية ومتابعة القرارات التي أصدرتها الإدارة الذاتية والتي تتعلق ببيع اللحوم والخضار.

والأربعاء الفائت، أصدرت الإدارة الذاتية، تعميمين فرضت بموجبهما ضوابط على عمليات بيع اللحوم والخضار من تحديد أسعار وهامش ربح وكذلك منع وعقوبة بحق المخالفين، وذلك تزامنًا مع ارتفاع أسعارها.

وتعيل صبحة المحيمد (45عاماً) وهي أرملة من سكان منطقة الحصان 10كم غربي دير الزور، خمسة أيتام، من أرض زراعية تملكها وتعمل بها.

ولكن تراجع مردود الأراضي الزراعية منذ حوالي سنتين ونصف تقريباً، زاد من معاناة “المحيمد”، وجعلها تعجز عن شراء اللحوم.

وباتت اللحوم من الرفاهيات لدى غالبية السوريين، الذي يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة وتخلوا عن الكثير من العادات وعناصر موائدهم، في ظل سعيهم لتأمين أساسيات العيش.

فيما يقول علي العواد (50عاماً) وهو من سكان قرية سفيرة تحتاني 11كم غربي دير الزور، ولديه محل لبيع اللحوم، إن سبب ارتفاع أسعارها يعود لتدهور قيمة الليرة السورية.

ويضيف أن ارتفاع أسعار المواشي كذلك تسببت في ارتفاع أسعار اللحوم، مشيراً إلى أن الأمر أثر على حركة البيع والشراء في محله، وانعكس سلباً على عمله في ظل ضعف إقبال السكان على الشراء.

ويشدد ماهر العبد وهو الرئيس المشارك لدائرة التموين في دير الزور، على أنهم سيعملون وفق التعميم الذي أصدرته الإدارة الذاتية بالنسبة لأسعار الخضار.

 أما التعميم الخاص باللحوم، فبدأ العمل فيه أمس الاثنين، وينص على أنها ممنوعة الشراء إلا من مسلخ البلدية، وعلى هذا الأساس يحدد سعر الكيلو وتحدد نسبة الربح 7بالمئة.

واستبعد “العبد” تطبيق التعميم في دير الزور بسبب عدم وجود مسلخ فعال في البلديات، مؤكداً أنه خلال الفترة القادمة سيتم العمل بخصوص الخضار والفواكه فقط، وهو ما أثار تذمر سكان.

إعداد: إيمان الناصر – تحرير: أحمد عثمان