ضيق شوارع ونقص شاخصات وإشارات وشرطة مرور.. كيف يقود سائقو منبج؟
منبج – نورث برس
يحاول هيثم المرور من أزمة السير التي لحقت به في أحد شوارع منبج، ليضطر الرجل إلى الدخول في أحد الأحياء الفرعية، وقصد طريق آخر أطول مسافة من ذاك.
ويعاني هيثم الياسين (41 عاماً)، سائق على خط الشرعية في مدينة منبج، شمالي سوريا، من الازدحام الكبير، الذي يعيق عمله ويضيع أغلب وقت عمله في أماكن الازدحام.
وتعاني منبج من فوضى مرورية داخل المدينة، جاءت نتيجة خلل ونقص في آلية عمل إشارات المرور، في الوقت الذي يطالب فيه سكان بتوفير الشاخصات وإشارات المرور وعدد أكبر من شرطة المرور في جميع الشوارع.
ويحتاج “الياسين” لما يقارب الـ 40 دقيقة، للوصول من نقطة الانطلاق في كراج الشرعية وسط المدينة، إلى دوار الكتاب في الجهة الغربية حيث آخر الخط، دون أن يكون هناك ازدحاماً.
لذلك فإن يومه في العمل ينهيه بعدد أقل من الدورات على الخط، فيما إذا علق بازدحام مروري، فإن ذلك يعني أن الرجل لن يستطيع أن يجني قوت يومه من عمله.
ويشتكي سائقو نقل داخلي في مدينة منبج من الازدحام الكبير في شوارع المدينة، والذي يعود سببه لضيق الشوارع ونقص الشاخصات وإشارة وشرطة المرور.
ويرى محمد الأحمد (45 عاماً)، الذي يعمل سائقاً على خط الحزاونة في مدينة منبج، أن المدينة تحتاج لترتيب في الشوارع من ناحية الشاخصات وشرطة المرور وشوارع الاتجاه الممنوع.
ويقول “الأحمد” لنورث برس، إن في خطه شارع دوار اللمبة وسط المدينة، يستخدم كذهاب وإياب، بينما يجب أن يكون فقط للذهاب من أجل تخفيف الازدحام، وهناك أيضاً شارع المستوصف على ذات الخط يستخدم للذهاب والإياب وهو شارع ضيق يسبب الكثير من الازدحام، وفق رأيه.
ويرى أن الشاخصة وحدها لا تستطيع تنفيذ القرار في الشوارع دون وجود شرطة مرور أيضاً، في نفس المكان لتنظيم السير، ولكي يتعود السائقون على عدم المخالفة والتسبب بالفوضى”.
ويشير “الأحمد”، إلى أن سبب الازدحام الكبير هو ضيق شوارع المدينة، وعدم الجدية من قبل إدارة المرور في منبج، لترتيب وتنظيم السير في الشوارع.
ويبلغ عدد سيارات النقل الداخلي العام في منبج 500 سيارة موزعة على أربعة خطوط وهي (طريق الجزيرة وطريق الأربعة كيلومتر وطريق الحزاونة وطريق حلب)، كما تعمل350 سيارة تكسي أجرة ضمن المدينة.
وهرباً من الازدحام المروري، يأتي حامد الجاسم (54 عاماً)، وهو سائق نقل داخلي في منبج، منذ ساعات الصباح الباكر من أجل الحصول على مكان لركن سيارته، وأخذ دوره في الكراج.
ويقول إنهم يعانون في سبيل الحصول على أماكن لركن سيارتهم، من أصحاب المحال الذين يأخذون أماكن أمام محالهم، ويبقى سائقو الخط دون كراج بسبب التأخر في إنشاء الكراج الخاص بخط الحزاونة الخط الجنوبي للمدينة.
ويضطر حامد، لتغيير طريقه وإطالته من أجل الهروب من الازدحام الموجود في الشوارع، والتي لا يوجد في أغلبها شرطة المرور، ويزيد ذلك في تكاليفه من مادة المازوت بسبب طول الطريق.
كذلك يهرب مصطفى الملا (40 عاماً)، وهو سائق نقل داخلي على خط الحزاونة في منبج، مع بقية السائقين من الكراج المخصص لهم وغير المخدم إلى أحد شوارع المدينة والأكثر ازدحاماً.
ويشتكي، هو الآخر من أصحاب المحال في شوارع المدينة، والذين يأخذون الرصيف ونصف الشارع أمام محلاتهم بحجة أنه أمام محله، وذلك يتسبب بتضييق الشوارع وبالتالي الازدحام.
ويعاني “الملا”، مع بقية السائقين على ذات الخط من الازدحام الكبير في شارع دوار اللمبة الموجود على طريقهم، ويطالبون بشرطة مرور في ذلك المكان، لأن الشاخصة أو الإشارة لا تحل مشكلة الازدحام دون وجود شرطة تنظم السير هناك.
وتعد الكثافة السكانية المرتفعة أحد أهم أسباب الازدحام المروري في شوارع منبج، “فغالبية العائلات أصبح لديها سيارات، والشوارع لا تستوعب هذا الكم الهائل منها”.