الفلتان الأمني في السويداء.. بين الصراع على النفوذ وزعزعة الاستقرار

السويداء ـ نورث برس

في ظل السياسات الخارجية المتسارعة الأحداث التي تشهدها البلاد، ومع الحديث عن مصالحات تعكس طول أمد الأزمة السورية، يبقى الوضع الداخلي رهن المماطلة والسعي لبقاء حالة الفلتان الأمني وهذا ما تشهده محافظة السويداء جنوبي سوريا عبر محاولات زعزعة استقرارها وإبقائها تحت سيطرة العصابات.

يقول الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع أحرار جبل العرب في السويداء، لنورث برس، إن نفوذ الأمن العسكري في السويداء توقف نشاطه بعد القضاء على راجي فلحوط واتباعه.

ففي أواخر تموز /يوليو من العام الفائت، تم القضاء على عصابة راجي فلحوط التابعة لشعبة المخابرات العسكرية بانتفاضة شعبية رافضة لتواجد هذه العصابات.

وينوه “عبد الباقي” إلى أن الدور اليوم في زعزعة الاستقرار، “انتقل إلى أمن الدولة عن طريق التقارير الكيدية، وبث الفتن والسموم في المجتمع، وتأجيج الأوضاع في السويداء عبر عملائه، وتسهيل عمل العصابات من تجار المخدرات”.  

وذكر “عبد الباقي” أن من المجموعات التي يتم اليوم العمل على إظهارها هي “الدفاع الوطني وعناصر من كتائب حزب البعث، بالإضافة إلى استغلال بعض الشخصيات أو الجماعات التي تدعي الكرامة في حين يتعاملون بشكل مخفي مع النظام”.

سيطرة العصابات

يرى الكاتب الصحفي حافظ قرقوط، أن “اللجوء للعصابات هو الملعب الوحيد للنظام للسيطرة على الداخل والسويداء بشكل تام”.

ويشدد على أنه “لم يبق للنظام داخلياً سوى خلق فوضى أمنية عن طريق العصابات في ظل عدم امتلاكه لقوى اقتصادية بالإضافة إلى ضعف قوته على المستوى الأمني ليس في السويداء فقط إنما على مستوى سوريا”.

في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها السويداء، من فلتان أمني وفقر وتهجير ممنهج يبقى الاستمرار في الوضع الحالي يخدم أطراف الصراع في البلاد.

يقول “قرقوط” لنورث برس، إن “النظام يستفيد من زعزعة الأمن عن طريق العصابات التابعة له، وأنه  يعتمد على اللعب بالأوراق الأمنية ليزعزع استقرار المنطقة من خلال تكريس تواجد العصابات، وإظهار نفسه على أنه الحامي، فيلجأ إليه السكان بشكل أو بآخر لملاحقة القتلى أو حمايتهم من جرائم السرقة والخطف”.

ويذكر “قرقوط” أن العصابات الموجودة في السويداء “هم من المجندين لدى هذا النظام كخريجي حزب البعث وشبيبة الثورة والتي يحاول النظام من خلالهم تفتيت النسيج الاجتماعي والذهنية الثقافية والأخلاقية للسكان”.

وشدد على أن “النظام سعى إلى تهميش الحياة الاجتماعية والثقافية والتضيق عليها وإيجاد طبقة بدلية عنها من بعض أعضاء مجلس الشعب أو المسؤولين”.

ارتباطات إقليمية

وتشهد البلاد صراعات دول إقليمية للاستحواذ على النفوذ، وصلت لصراع بين الحلفاء أنفسهم على السيطرة، وبقيت بعض المناطق رهينة لتلك الصراعات.

يقول الكاتب السياسي، إن “نفوذ بعض العصابات ارتبط بامتدادات إقليمية كارتباط بعضها بمنظومة حزب الله اللبناني أو بميلشيات الحرس الثوري الإيراني”.

ويشدد على أن “بعض هذه العصابات أصبحت أقوى من النظام، وهذا دليل أن الدولة منهارة من الداخل،  كالعصابات الموجودة في بادية السويداء التي امتلكت ملايين الدولارات وأصبح النظام بحاجة لها”.

والإشكالية الأكبر في السويداء من وجهة نظر “قرقوط”، تكمن في “تدخلات إيران وحزب الله بطريقة جداً خبيثة، وامتداداتها من إيران إلى لبنان والعراق خصوصاً في ظل المرابح الهائلة من عمليات تهريب المخدرات”.

وبحسب ما قال “قرقوط” لنورث برس: “النظام هو جهة واحدة من عدة جهات تلعب بالحالة الأمنية في السويداء”.

إعداد: رزان زين الدين ـ تحرير: تيسير محمد