“الهكتار يعطي 50 جوالاً من الحبوب”.. حلم لم يتحقق منذ سنتين في كوباني
كوباني- نورث برس
يرى نجم الدين أن الأراضي البعلية باتت تشابه الأراضي المروية، بسبب الأمطار الوفيرة، التي شهدتها كوباني والمنطقة بشكل عام، ويرجح أن يكون إنتاجها أفضل من المروية.
وقام نجم الدين محمد (55 عاماً) وهو مزارع من قرية “جم حران” بريف كوباني الجنوبي، بري أرضه المزروعة بالقمح مرتين فقط خلال الموسم الحالي، إذ ساهمت الأمطار الوفيرة بتوفير واقتصاد مادة مازوت الري على المزارعين.
وزرع خمسة هيكتارات من القمح المروي، يقول لنورث برس: “كمية الأمطار كانت جيدة حتى الآن وفائدتها كبيرة، حيث هطلت أمطار غزيرة في الشهر الثالث ومع دخول الموسم الزراعي للشهر الرابع مازالت الأمطار تهطل في المنطقة”.
ويقارن “محمد” مزروعات هذا العام مع سابقاته، “زرعت العدس والجلبان في العام الفائت ولم أحصد شيئاً، وكذلك في العام الذي سبقه لم أحصد سوى البذار التي زرعتها”.
ويتوقع “محمد” أن ينتج الهكتار المروي الواحد بين 35 و40 جوالاً على الأقل، (الجوال يعادل 100 كيلو غرام) وربما يصل في بعض الأحيان إلى 50 جوالاً.
وانتعشت آمال المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في كوباني، بإنتاج جيد لمحاصيلهم، بعد هطول أمطار غزيرة خلال الموسم الزراعي الحالي، على عكس الجفاف في العامين الفائتين الذي أدى لإنتاج متدنٍ للأراضي المروية ومعدوم للأراضي البعلية.
وساهمت الهطولات المطرية في توفير تكاليف الري على مزارعي الأراضي المروية، وتحسين موسم الأراضي البعلية، فضلاً عن تحسين أوضاع مربي المواشي.
من جهته يقول نوري قره علي (70 عاماً) وهو مزارع من قرية “ديهابان” بريف كوباني الشرقي، إن “مزارعي الأراضي المروية كانوا سيعانون من صعوبة تأمين مادة مازوت الري لكن الأمطار أنقذتهم”.
ويضيف “قره علي” أن الأمطار هطلت بشكل وفير وبالتالي “استغنى المزارعون عن مادة المازوت حتى الشهر الرابع، وفي حال استمر هطول الأمطار الشهر القادم فلن يكون هناك حاجة للري”.
ويشير قره علي إلى أن المزارعين في العامين الفائتين عانوا كثيراً لأن الموسم كان ضعيفاً (سيئاً- معدوماً)، حيث تسبب بخسائر لهم، ويضيف أنهم يأملون أن يعوضهم إنتاج الموسم الحالي خسائر العامين الفائتين.
ويتوقع “قره علي” أن “يعود الموسم الحالي بالفائدة على الجميع؛ من أصحاب الحصادات ومربي الثروة الحيوانية، بفضل الأمطار التي أسعدت الجميع”.
الثروة الحيوانية
وساهمت الأمطار بارتفاع أسعار المواشي، وبالتالي تحسُّنٍ في وضع مربي الماشية، وذلك بعد عامين من تدهور أوضاعهم.
ويملك طه مصطفى (55 عاماً) وهو مربي ماشية من قرية “كيكان” بريف كوباني الشرقي، 45 رأساً من المواشي، بعد أن كان عددها العام الفائت 200 رأس، وهو يرب المواشي بريف كوباني منذ خمس سنوات.
ويقول “مصطفى” لنورث برس، إن “مربي المواشي مروا بعامين (عجاف) فمن كان لديه مئة رأس غنم لم يبقى منها عشرة رؤوس بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف وعدم نمو الحشائش”.
وارتفع سعر كيلو التبن في العامين الفائتين إلى 1500 ليرة و1600 ليرة، بحسب “مصطفى”، لكن هذا العام وبعد الهطولات المطرية فإن المواشي لم تعد تحتاج إلى التبن بسبب نمو المراعي (الكلأ) التي عادت بفائدة على مربي المواشي، عبر توفير واقتصاد العلف “التبن” للمواشي حتى أربعة أشهر.
ويشير مصطفى أن الجفاف في العام الفائت أدى لانخفاض سعر رأس الماشية (الغنمة) إلى 50 ألف ليرة سورية، بينما يتراوح سعرها حالياً بين مليون ليرة ومليون و400 ألف ليرة.