الرقة – نورث برس
يحاول أحمد في كل مرة يذهب فيها إلى الرقة العدول عن مدخلها الشرقي، لكن بما أن كل الطرق إلى عمله تؤدي إليه بات الرجل مستسلماً للواقع ويتحمل مشقات المرور فيه.
أحمد الهلال (40عاماً) من سكان قرية الحمرات شرقي الرقة، شمالي سوريا، ويعمل بتجارة المواد الزراعية في سوق الأغنام “الماكف”، يفرض عليه عمله الحضور يومياً إلى المدينة، ويشتكي الرجل من سوء الطريق المؤدي إلى سوق الأغنام.
ويعاني غالبية سكان الرقة من سوء الطريق الذي يؤدي إلى المكان الذي يقصده غالبية سكان الرقة سواء من المناطق الريفية أو حتى المدينة، ويدخل من خلاله السكان إلى سوق الماشية وبعض المحال التجارية والصناعية.
يقول “الهلال” إنهم توجهوا عدة مرات للجهات المعنية، لكن لم يتلقوا أي استجابة.
ويضيف الرجل أن الردود في الغالب تكون أن الطريق ضمن الخطط المستقبلية، “لكن كله حبر على ورق، منذ سنوات ولا زال الطريق على حاله، علماً أننا ندفع ضرائب ومبالغ مالية للبلدية”.

ويعتبر طريق “الماكف” من الطرق الحيوية في مدينة الرقة، إذ يمثل مدخلها الشرقي إلى السوق، ومركزاً لغالبية المحال المرتبطة بالماشية والزراعة والحديد والإسمنت، ويصفه سكان بـ”عصب المدينة” الرئيس، ويصل طوله إلى 3كم من المشلب إلى معمل السكر.
فيما تسبب الطريق بأمراض لدى السكان بمحيطه، كما حدث مع أحمد الدعاس (45عاماً) والذي يسكن على جانب الطريق، يقول الرجل إن أحد أبنائه أُصيب بالربو وأجروا له عملية جيوب، نتيجة الغبار الكثيف المنبعث من الطريق عند مرور السيارات عليه.
ففي الشتاء لا يستطيع “الدعاس” وأقرانه عبور الطريق بسبب تشكل المستنقعات والحفر العميقة، والتي تتسبب أيضاً بأعطال للسيارات.
ويضيف أن هذه المستنقعات تدوم طويلاً لعدم وجود تصريف للمياه، وتؤدي أحياناً لانتشار الروائح الكريهة على طول الطريق.
وبات الرجل يفكر بحل للهروب من السكن بالقرب من الطريق خاصة في فصل الصيف، نتيجة الغبار الكثيف بفعل مرور السيارات.
وتطرق “الدعاس” لمشاكل عدة تحصل على الطريق من تشليح السيارات نتيجة بطئ حركتها بسبب سوء الطريق، كذلك تشليح أشخاص لعدم وجود إنارة ونقاط تفتيش أمنية على الطريق.
فيما يسبب الطريق لـ جابر الشواخ (40عاماً) وهو من سكان الرقة، ويعمل سائقاً على شاحنة كبيرة، الكثير من الأعطال، ويقول إنه بشكل يومي يدخل الصناعة لإصلاح سيارته بسبب سوء الطريق.
ويضيف أن الحفريات الموجودة في هذا الطريق تصل في عرضها وعمقها ما بين المتر والمتر والنصف، وتعيق عمل السائقين وخاصة سائقي الشاحنات، والذي يمثل طريق العبور الوحيد لهم كي لا يدخلوا لمركز المدينة.
وتصل الحفر أحياناً إلى عمق متر تقريباً، لذلك فإن بعضهم كما “الشواخ” يفضّل أن يدفع مخالفة مرورية عن عبوره بمركز المدينة على العبور عبر طريق الماكف.
ويطالب الرجل كما سابقيه الجهات المعنية عن تعبيد الطرقات بالنظر في أمر الطريق، والعمل فعلياً على تنفيذه أو إصلاح الحفر فيه “أضعف الإيمان”، حسب قوله.