نصف المدخول لتصليح الأضرار.. سائقو الأجرة في الرقة يطالبون بشوارع جيدة

الرقة – نورث برس

لا يعلم عمار ما إن كان ما سيجمعه في يومه من المال، يكفي لإصلاح أحد الأعطال الذي سيصيب سيارته بسبب سوء الطرقات، أم أنه سيضطر للاستدانة.

هذا ما يفكر به عمار البارود (26عاماً) من سكان الرقة، شمالي سوريا، وهو أحد سائقي سيارات الأجرة (تاكسي)، وكل يوم يراوده هذا التساؤل قبل الذهاب إلى عمله في الصباح.

ويعاني سائقو السيارات بشكل عام وسيارات الأجرة بنسبة أكبر في الرقة، من سوء الطرقات ورداءتها وكثرة الحفر فيها، الأمر الذي يكبدهم خسائر مادية لإصلاح الأضرار التي تتسبب بها تلك الحفر في سياراتهم.

ويشتكي “البارود” من سوء الطرقات في الرقة، إذ أنها مليئة بالحفر وهذا ما يلحق الضرر بسيارته وبحكم عمله، فعليه المرور بكل طرقات المدينة الرئيسية منها والفرعية.

ويضيف سائق الأجرة أنه لا يمر أسبوع واحد بدون الذهاب إلى الصناعة لتصليح أحد الأعطال، وهذا أمر مكلف إذ يتراوح دخله في اليوم من 50 إلى 60 ألف ليرة.

بينما تترتب عليه مصاريف كثيرة من احتياجات عائلته إلى مصاريف السيارة من محروقات وزيت وغيرها الكثير فيما يتعلق بأعطال السيارة.

 وبحكم عمله يُجبر “البارود” لأن يوصل الزبون إلى بيته والدخول في “الحارات” من الشوارع الفرعية والتي هي الأكثر سوءاً من الرئيسية، ويستدرك الرجل “نتمنى أن يكون لهذه المشكلة حل”.

وتشهد الطرقات الفرعية في مدينة الرقة وأحيائها، رداءة من حيث الخدمات، حيث تكثر فيها الحفر، في ظل اهتمام البلدية بتعبيد الشوارع الرئيسية في المدينة.

ولأصحاب حافلات النقل الداخلي أيضاً معاناة كبيرة مع شوارع المدينة إذ يعتبرون الأكثر مروراً بها على مدار اليوم.

يقول ماهر الريس (40عاماً) وهو سائق مكروباص على خط مزرعة حطين غربي الرقة، إنه يعاني من الطرقات السيئة خصوصاً تلك الواصلة بين مكان سكنه والمدينة والتي تبلغ مسافتها حوالي 3كم.

حيث يقل “الريس” بشكل يومي أشخاصاً من مزرعة حطين إلى المدينة وبالعكس، ويشتكي من سوء الطريق الواصل بين المنطقتين، “الطريق سيء جداً ومليء بالحفر لا يصلح حتى لمرور الأغنام فيه”.

ويضيف أن تكلفة تصليح أعطال سيارته التي تتسبب بها الطرقات أكثر من تلك التي يحتاجها بيته وعائلته كمصروف يومي.

ويضطر “الريس” أن يقلل من عدد الأشخاص الذين يقلهم حتى يستطيع تخفيف احتمالية حدوث عطل في سيارته بسبب الحفر التي غالباً ما تكون مليئة بمياه الأمطار في الفترة السابقة وفي فترة هطول الأمطار الغزيرة مؤخراً.

 بينما يشتكي علي الصالح (40عاماً)، وهو من سكان الرقة، من غياب الرقابة على تلك الطرقات، ويقول إنه بالإضافة لوجود الحفر في الطرقات يقوم بعض السكان بردم تلك الحفر بالأحجار وبقايا مواد البناء التي تكون مليئة بالأوساخ والمسامير وقطع الزجاج.

ويضيف أن هذا الأمر يسبب مشاكل لهم كأصحاب سيارات يقتضي عملهم المرور في تلك الشوارع.

حيث يضطر إلى إصلاح سيارته باستمرار على الرغم من أن تكلفة تصليح أقل عطل فيها يصل إلى 10 دولار أمريكي، في حين قد يكون دخله اليومي فيما يشابه ذلك أو أقل منه، وفقاً لما ذكر.

ويطالب “الصالح” الجهات المعنية بالنظر في أمر الطرقات وإصلاحها وتشديد الرقابة على الشوارع الفرعية ضمن المدينة، إذ يستخدمها سائقو سيارات الأجرة بشكل كبير وذلك في حالات الازدحام المروري في الرئيسية.

إعداد: فاطمة خالد – تحرير: أحمد عثمان