ماذا تقصد روسيا من تحليق طيرانها فوق قاعدة التنف؟

غرفة الأخبار ـ نورث برس

لم تغب طوال الشهر الجاري، الطائرات الروسية المسلحة عن سماء منطقة التنف، حيث الحامية العسكرية الأميركية في سوريا.

هذا التصرف اعتبره قائد عسكري أميركي، بمثابة انتهاك لاتفاق عمره أربع سنوات بين الولايات المتحدة وروسيا “ومخاطرة” بالتصعيد.

وعام 2019، وضعت الولايات المتحدة وروسيا، مجموعة تدابير جوية فوق سوريا لتجنب المواجهات العرضية أو أي تحركات استفزازية، حيث اتفق الجانبان على أن التحليق الجوي المباشر فوق مواقع الطرف الآخر، خاصة من قبل طائرات مسلحة، “أمر غير مقبول”.

وعام 2016، أنشأت القوات الأميركية والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، قاعدة التنف العسكرية في منطقة الـ 55 شرقي حمص، قرب مثلث الحدود بين سوريا والأردن والعراق.

وتعتبر القاعدة الموقع الوحيد للقوات الأميركية جنوبي سوريا، بينما يتركز انتشار الولايات المتحدة العسكري في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي البلاد.

وقال قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأميركية، اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش، إن تحليق الطيران الروسي فوق قاعدة التنف العسكرية التي تضم قوات للتحالف الدولي وقوات أميركية، كان شبه يومي خلال الشهر الجاري.

وأضاف لشبكة “إي بي سي نيوز” أن “الطائرات الروسية انتهكت المجال الجوي فوق القاعدة ما يقرب من 25 مرة حتى الآن هذا الشهر، مقارنة بـ ولا مرة في الشهر الماضي و14 مرة في كانون الثاني/ يناير من هذا العام”.

وشدد غرينكويتش، على أن هذا العدد يمثل “زيادة كبيرة، وفي حال استمروا بهذا المعدل فيمكن أن يصل العدد لضعف ما كانت عليه في السابق”.

واعتبر أن الوضع “غير مريح” في ظل أن الروس “يحلقون بشكل منتظم فوق الوحدات العسكرية للقوات الأميركية”.

وقال غرينكويتش، إن الروس أبلغوا الأميركيين أنهم “لا يعترفون بالمجال الجوي فوق قاعدة التنف بأنه مجال جوي للولايات المتحدة أو أنهم يستجيبون لنشاط التحالف الدولي في المنطقة”.

وأشار إلى أن من بين الطائرات الروسية التي تحلق فوق القاعدة الأميركية مقاتلات “سوخوي 34″، وبعضها يحمل صواريخ جو ــ جو، أو جو ــ أرض، وقنابل وصواريخ موجهة بالرادار والأشعة تحت الحمراء.

واستبعد غرينكويتش، أن يكون لدى الروس أي حافز لاستخدام الأسلحة ضد الجيش الأميركي في سوريا، لكنه أشار إلى أن ما يحصل “يزيد فقط من خطر سوء التقدير”.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، إن بلاده تعمل على “تحليل أنماط السلوك الروسي لكي تتمكن من تحديد الخطوة التالية”.

وأشار “ميلي” إلى أن السلوك الروسي لا يتعلق بالولايات المتحدة فقط، بل أيضاً ببريطانيا ودول أخرى.

“تصعيب الوجود الأميركي”

قال الخبير العسكري أحمد رحال، لنورث برس، إن التحرشات الروسية في قاعدة التنف تترافق تماماً مع التحرشات الإيرانية على معمل كونيكو وقاعدة العمر النفطية التي تتواجد فيها قوات أميركية، “بمعنى أن هناك تنسيق روسي إيراني لتصعيب الوجود الأميركي في سوريا، وخلق ساحة استنزاف أميركية داخل الأراضي السورية”.

وأمس السبت، تبادلت القوات الأميركية وفصائل إيرانية متواجدة بدير الزور في مناطق  تسيطر عليها الحكومة، القصف الصاروخي، وخلف القصف مقتل وإصابة 13 عنصراً من الفصائل الإيرانية، بحسب مصادر نورث برس.

والخميس الفائت، استهدفت مسيرة إيرانية لقاعدة أميركية في شمالي سوريا، تسببت بمقتل متعاقد  أميركي وإصابة جنود آخرين.

ويرى رحال، أن “أوراق الضغط على إيران باستهداف شحناتها سواءً من التحالف أو إسرائيل، الداعم الغربي للجيش الأوكراني، هناك مقابل له في سوريا، وبالتالي تحاول روسيا وإيران انتزاع أوراق أو تنازلات أميركية من خلال التحرشات التي يقومون بها”.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله