مخيمات دير الزور العشوائية.. ظروف صعبة ونازحون يشتكون قلة المساعدات
دير الزور – نورث برس
تخرج وضحة مع ساعات الصباح الأولى لجمع ما تيسر من فوارغ المشروبات الغازية والبلاستيك، علّها توّفق بتأمين مبلغ جيد من المال لتأمين قوت أطفالها.
تسكن وضحة الحمد (45عاماً) وهي نازحة، في مخيم حوايج بومصعة العشوائي غربي دير الزور، وتعاني ظروفاً اقتصادية ومعيشية صعبة كحال آلاف النازحين في مخيمات دير الزور.

ويعاني النازحون في المخيمات العشوائية بدير الزور أوضاعاً اقتصادية ومعيشية وإنسانية “صعبة للغاية”، في ظل قلة الدعم وانهيار قيمة الليرة وعدم توفر فرص عمل بالإضافة للظروف الجوية القاسية، والتي تزيد من معاناتهم.
تعتمد “الحمد” وهي أرملة وأم لـ 5 أطفال، على المساعدات التي تقدمها بعض المنظمات الإنسانية، بالإضافة لعملها بجمع الخردوات.
ولصعوبة ظروفها المعيشية تعجز المرأة عن إرسال أطفالها إلى المدارس في القرى المجاورة، حيث تفتقد المخيمات العشوائية للمدارس.
وزاد المنخفض الجوي الأخير وتشكل السيول من معاناة الأرملة، في ظل رداءة الخيمة التي تسكنها، والتي لا تقيها وأطفالها قساوة برد الشتاء الذي مر على النازحين، في ظل عدم قدرتها وأقرانها على شراء المازوت من السوق السوداء.
ويعاني النازحون في مناطق الإدارة الذاتية، ظروفاً إنسانية صعبة، في الوقت الذي يناشد فيه مسؤولين بدعمهم من قبل المنظمات الإنسانية.
وبحال لا يختلف عن حال سابقته، يعاني خضر العلي (50عاماً) وهو نازح في مخيم محيمدة العشوائي غربي دير الزور، من صعوبة بتأمين حاجيات أسرته، في ظل قلة فرص العمل.
لذا يعتمد النازح على المساعدات الإنسانية التي تقدمها بعض المنظمات كـ”جمعية اليمامة” التابعة للأمم المتحدة.
وأثرت قلة فرص العمل وارتفاع الأسعار بعد تدهور قيمة الليرة السورية، لعجز “العلي” عن شراء خيمة جديدة عوضاً عن القديمة المهترئة، والتي فاقمت معاناته خلال الشتاء الفائت، ولا سيما المنخفض الأخير.
وتعالت مطالبات النازحين خلال الفترة الماضية باستبدال خيامهم القديمة، بأخرى جديدة بعد أن تضررت نتيجة السيول والأمطار الغزيرة.
فيما تطالب خديجة الحمود (38عاماً) وهي ناحة في مخيم حوايج بومصعة غربي دير الزور، بتوفير نقطة طبية للنازحين في المخيم، لمساعدتهم وتخفيف معاناتهم.
وكما غالبية أقرانها تعاني المرأة من صعوبات اقتصادية، تفقدها القدرة على شراء الأدوية اللازمة لوالدتها المريضة، الأمر الذي تجده النازحة أكبر معاناة لديها، مقارنة بالصعوبات الأخرى كقلة المساعدات وقلة الخيام.
وفي دير الزور، مخيم “أبو خشب” وهو المخيم الوحيد المسجل لدى الإدارة الذاتية، وفيه 10345 فرداً، بالإضافة لـ 7 مخيمات عشوائية في ريف دير الزور الغربي وتحوي ما يزيد على 2600 عائلة.

ونهاية كانون الثاني/ يناير 2022، قال صدام العبود رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في مجلس دير الزور المدني، إنّ “الأمن الغذائي والصحي بحالة خطرة في دير الزور، وسيزداد سوءاً في حال استمرار إغلاق المعابر الحدودية”.
وأضاف “العبود”، في حديث لنورث برس حينها، أنّ “المخيمات تواجه أوضاعاً مأساوية وخاصة في فصل الشتاء وموجات البرد الشديدة، وأن ما قدمته المنظمات لا يكفي احتياجات النازحين واللاجئين في دير الزور”.