تأخر رواتب عناصر المعارضة شمالي حلب وسط صمت تركي عن الأسباب

ريف حلب ـ نورث برس

اضطر خالد كبصو، اسم مستعار لعنصر في فصيل الجبهة الشامية الموالي لتركيا، بعد خروجه من منزله الذي تضرر بفعل الزلزال، للاستدانة من أحد أقاربه، خاصة بعد تأخر استلام راتبه من فصيله والبالغ ألف ليرة تركية.

ويقطن “كبصو”، في بلدة صوران شمالي حلب، ويعمل كعنصر ضمن فصيل الجبهة الشامية الموالية لتركيا.

وكانت قد تأخرت رواتب عناصر الجيش الوطني الموالي لتركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمالي سوريا في 6 شباط / فبراير الفائت.

وتأتي مرتبات الجيش الوطني من الحكومة التركية إلى معبر حوار كلس بريف أعزاز شمالي حلب، حيث تتمركز القيادة العسكرية للفصائل هناك، ولكن تأخرت الشهر الماضي.

وبعد تضرر منزله لجأ العنصر في الفصيل، إلى أحد أقاربه للاستدانة منه ووضع عائلته في إحدى المخيمات التي تم إحداثها كمراكز إيواء للمتضررين من الزلزال.

واتخذ عناصر من فصائل مسلحة موالية لتركيا، من سرقة المساعدات المقدمة لمتضرري الزلزال، مصدر دخل بسبب تاخر رواتبهم.

يقول “كبصو” لنورث برس، إن تأخر تركيا بإدخال الرواتب إلى شمالي حلب لتوزيعها “يزيد من حاجة العناصر لها وسط تدهور العملة الذي نراه يتزايد يوماً بعد يوم”.

في حين عزا سمير الأحمد، اسم مستعار لقيادي في الفيلق الثالث، تأخر الرواتب بسبب الزلزال، “ومرت أشهر تأخرت الرواتب فيها لأمور خاصة بقيادة تركيا لا نعلمها، في ظل المتغيرات الطارئة على المنطقة من تدخل تحرير الشام في شؤونها بالإضافة للزلزال الذي دمر المنطقة بشكل كبير”.

وأضاف القيادي أن قيادة الجيش الوطني “تقوم بدفع الراتب في منتصف الشهر مثلاً، ليأتي الشهر الذي يليه فيتم تأخر الرواتب إلى نهاية الشهر، فيصبح على مدار السنة تراكم تأخير بمعدل شهرين على الأقل، لا تعترف فيه تركيا ولا يتم تعويض العناصر”.

في حين تستمر لليوم الـ75 على التوالي انقطاع الرواتب عن غالبية تشكيلات الجيش الوطني الموالي لتركيا في ظل تدهور الليرة التركية التي وصلت إلى 19.20 مقابل الدولار الأميركي، بحسب سعر الصرافين في المنطقة.

وشدد مصدر حقوقي لنورث برس، رفض التصريح عن اسمه، لدواعٍ أمنية، أن عناصر  الجيش الوطني “يعانون من شح في الرواتب وتأخير متعمد بدفعها، حيث يتقاضى العنصر ما بين 800 إلى 1000 ليرة تركية في أحسن الأحوال”.

وأشار المصدر إلى أنه رغم التذرع بكارثة الزلزال، “إلا أنه ليس سبباً مقنعاً لذلك ولا مبرر واضح له إلا ما بات جلياً للجميع، وهو تهميش وإهانة مقصودة لتلك الفصائل، في ظل التقارب الحاصل بين أنقرة ودمشق والسعي للتطبيع بينهما بمساهمة الحلفاء من روسيا وإيران”.

إعداد: فاروق حمو ـ تحرير: قيس العبدالله