الأسد في موسكو قبل الاجتماع الرباعي حول التطبيع.. ماذا يحصل؟
غرفة الأخبار – نورث برس
يتواجد الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة الروسية موسكو، في نفس الموعد الذي حُدد لعقد اجتماع بين نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا، ما يرجح بأن الأسد سيكون مشرفاً على وفده بشكل غير مباشر أو أنه قد يتلقى توجيهات روسية تتسبق الاجتماع الرباعي.
ووصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، أمس الثلاثاء، في أول زيارة رسمية له خارج منطقة الشرق الأوسط منذ الزلزال المدمر في شباط / فبراير الفائت.
واستقبال الأسد في موسكو الذي وصفه بيان الرئاسة السورية، أنه جرى ببروتوكول رسمي معمول به في روسيا، تم عبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وفي الوقت الذي تشهد العلاقات بين دول الشرق الأوسط إعادة تنظيم، قال الكرملين إن بوتين سيجري محادثات مع الأسد إلى جانب وفد وزاري سوري كبير.
وستتم مناقشة “قضايا موضوعية لمواصلة تطوير التعاون الروسي السوري في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية، وكذلك آفاق تسوية شاملة للوضع في سوريا وحولها”.
وروسيا إلى جانب إيران هي الحليف الأبرز لدمشق خلال سنوات الحرب والعزلة السياسية، وبفضلها استعادت دمشق الكثير من الأراضي التي فقدتها في المراحل الأولى من الحرب.
ويستبق لقاء الأسد وبوتين الاجتماع الرباعي المقرر، والذي سيكون غالباً بعيداً عن عدسات الإعلام. ما فسره مراقبون على أن اللقاء الثنائي ستضم توصيات وتوجيهات روسية للأسد في كيفية تعامله مع ملف التقارب مع تركيا.
وذهب محللون أبعد من ذلك وتحدثوا عن احتمالية حصول لقاء بين الرئيسين السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بعيداً عن عدسات الإعلام.
ويصادم اليوم دخول الحرب السورية عامها الثالث عشر، أي في ذكرى بدء الاحتجاجات يناقش الأطراف الأربعة كيفية إنهاء هذه الحرب والقضاء على المعارضة التي لطالما تبنتها تركيا في وجه “النظام السوري”.
وكشفت تركيا خلال الأشهر الأخيرة عن توجهات علنية لبدء التطبيع مع سوريا، وعبر الرئيس التركي في عدة مناسبات عن رغبته بلقاء نظيره السوري.
وقالت الرئاسة السورية في بيان إن الأسد رافقه “وفد وزاري كبير” وغالباً سيضم الوفد هذا نائب وزير الخارجية السوري أيمن سوسان الذي سيجتمع مع نظرائه الإتراك اليوم وغداً في اجتماع رباعي تشارك فيه إيران وروسيا أيضاً، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام تركية قبل يومين.
وما يدفع تركيا للتقرب مجدداً من الأسد بوساطة روسية، وخذل اتباعه من المعارضين السوريين، هو على ما يبدو “عدو مشترك” متمثل بالإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.
وعانت حكومة الأسد من العزلة السياسية في المنطقة منذ بدء الصراع ، لكنه تلقى مكالمات ومساعدات من القادة العرب بعد الزلزال الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في سوريا وتركيا.
ويقول محللون إنه (الأسد) يمكن الاستفادة من هذا الزخم لتعزيز الدعم الإقليمي.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، التقى وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا في موسكو لإجراء أول محادثات من نوعها منذ بدء الحرب السورية.
وكان الأسد قد قال في كانون الثاني/ يناير الماضي، إن التقارب مع تركيا بوساطة روسية يجب أن يهدف إلى “إنهاء احتلالها” لأجزاء من سوريا.
وبينما تفيد تقارير إعلامية صدرت بشكل مكثف خلال اليومين الماضيين بإن العلاقات بين دمشق وأنقرة ستكون من بين أبرز الموضوعات التي تهم بوتين والأسد، لم يتبين على الفور ما إذا كانت تركيا مستعدة تماماً للتخلي عن المناطق التي سيطرت عليها سوريا.
وكانت الزيارة الأخيرة للرئيس السوري إلى العاصمة الروسية، قبل الحرب الروسية الأوكرانية في منتصف أيلول/ سبتمبر 2022.