رغم تباينها.. آراء لسياسيين تؤكد فشل المعارضة السورية المرتبطة بتركيا
القامشلي- نورث برس
لا يبدو من الصعوبة اليوم والأزمة السورية تدخل عامها الثالث عشر، رؤية فشل المعارضة السورية المرتبطة بتركيا وعلى اختلاف تشكيلاتها في تمثيل وتحقيق مطالب الشعب السوري الذي ثار منتصف شهر آذار/ مارس عام 2011.
هذه المعارضة فشلت فيما ذهبت إليه حينها، بأن لديها برنامج إصلاحي، وأنهم معارضة وطنية تريد تغير نظام الحكم، بحسب مراقبين ومحللين، فيما أكدوا بأنه لا معارضة حقيقية اليوم تمثل السوريين.
“نفذ ولا تعترض”
يقول المحلل السياسي غسان اليوسف، إن “العبارة الصحيحة التي تعبر عن المعارضة المرتبطة بتركيا هي أن الأخيرة تتعامل معها بسياسة “نفذ ولا تعترض”.
ويضيف لنورث برس: “هم لا يستطيعون أن يفرضوا شيئاً على الدولة السورية، من دون أن تكون دول إلى جانبهم، كالولايات المتحدة الأميركية وقطر وتركيا وغيرها من الدول الأوروبية”.
وضعف موقف المعارضة يأتي وسط انفتاح عربي ودولي على دمشق، وعلاقتها أصبحت ممتازة مع كل الدول العربية ما عدا دولتين أو ثلاث، “وهذا كله يؤكد على أن سوريا عادت لمحيطها العربي والإقليمي ولكن المعارضة لم يعد لها أي وزن في أي عاصمة إقليمية أو عالمية”، بحسب “اليوسف”.
ويعتقد المحلل السياسي، أن هذه المعارضة “من الطبيعي أن تفشل أولاً لأنها تعتمد على تيار واحد وهو تيار الإخوان المسلمين، وهذا التيار مدعوم من دولتين هما قطر وتركيا، والأخيرة قدمت لهم المكان والدعم اللوجستي وقطر قدمت لهم المال، لذلك لم يكن لديهم هدف المعارضة أو هدف الثورة”.
هذه المعارضة لم يكن لديها برنامج إصلاحي، بحسب “اليوسف”، كما كانوا يدعون “أنهم معارضة وطنية تريد مثلاً تغير نظام الحكم، أو أن يكون هناك إصلاحات في الحياة السياسية السورية”.
ويضيف المحلل السياسي: “هؤلاء دائماً كانوا يتحدثون بلغة عدائية حتى تجاه الشعب السوري، حتى أنهم استخدموا لغة طائفية، وقاموا بالاعتماد على المجموعات الراديكالية المسلحة، وتعاونوا مع داعش والنصرة، حتى أنهم استقدموا مقاتلين أجانب من الخارج”.
وكما هو معلوم “المعارضة الحقيقة دائما ما تكون ضد التسلح وضد العنف وإراقة الدماء”. مشيراً إلى أنه “حالياً لا توجد معارضة حقيقة تمثل السوريين”.
لا معارضة مستقلة
تقول سميرة مبيض، عضو في كتلة المجتمع المدني في اللجنة الدستورية، إنه “لا يوجد تشكيلات معارضة مستقلة، فخلال العقد المنصرم شكلت كل من الدول معارضة خاصة بتنفيذ مصالحها، ونسقت فيما بينها لجمع هذه المُعارضات في تشكيلة واحدة بهدف الوصول للتطبيع مع الأسد”.
وتضيف “مبيض” لنورث برس: “هيمنت تركيا والسعودية بشكل رئيسي على التشكيلات المعارضة، وهما الائتلاف وهيئة التفاوض”.
واليوم تركيا وعموم الدول العربية “ساعية للتطبيع مع نظام الأسد بشكل مباشر أو عبر دول وسيطة حليفة له كإيران”، بحسب “مبيض”.
وتشير السياسية إلى أن “هذه الأجسام السياسية المُشكلة من قبلهم، تفتقد أي شرعية وجود”، لأنها، وفق ما ذهبت إليه في حديثها، “أصبحت مطبّعة مع الأسد بديهياً، ولا يحق لها تمثيل حقوق ومطالب السوريين المتضررين”.
إضافة لهذه التشكيلات، “هناك الادارة الذاتية في شمال شرقي سوريا مرتبطة إقليمياً ودولياً”.
وبالتالي يظهر واضحاً اليوم، أن “تمدد كافة هذه الدول بالأراضي السورية واستمرار استغلال الشعب السوري وموارده هو الهدف”، وليس لنهوض سوريا وحماية أهلها مكان في خططهم المستقبلية” تضيف “مبيض”.
وترى أن الأطراف العربية بحد ذاتها صنعت “أجسام سياسية غير مقنعة للسوريين”، ورجحت “التمييز القومي والمذهبي، وتركيا بالمثل، فنجمت معارضات غير مقنعة لا للسوريين أولاً و للأطراف الدولية ثانياً”.
تمثل تلك المعارضات “صراعات إقليمية ولا تستطيع تحقيق الأمن والاستقرار، ولا ضمان مصالح شعب منكوب، خضع للتدمير الممنهج الاقتصادي والمجتمعي منذ خمسة عقود”.
” كنا ولازلنا في وضع صعب”
يقول يحيى مكتبي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض، “كنا نواجه نظام الأسد في الجانب الميداني، الذي استخدم كافة أنواع الأسلحة، لضرب الشعب السوري منذ الأيام الأولى من الثورة”.
أما في الجانب السياسي، فكانت المواقف الصلبة لروسيا، وهي العضو الدائم في مجلس الأمن، من خلال استخدامها حق النقض الفيتو في المجلس ضد قرارات كانت تصب في مصلحة السوريين، “بالمقابل نحن كان لدينا إمكانيات ضعيفة، وموارد محدودة، من أجل مواجهة هذا الكم الكبير من الضغط سواء في الجانب العسكري، أو في الجانب السياسي”.
ويضيف المكتبي: “واقع الحال يقول إن الدول التي سميت بأصدقاء الشعب السوري، لم يكن مستوى دعمها على المستوى المأمول، سواء العسكري أو السياسي”.
ولكن في الواقع العملي لم “تكن هناك إرادة دولية حقيقة، لإنهاء الوضع في سوريا، بل على العكس كان هناك إدارة للمشهد السوري، فلذلك إذا أخذنا كل هذا الاعتبارات في الحسبان نقول إننا كنا ولازلنا في وضع صعب وصعب جداً”.
ويرى يحيى مكتبي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض، أنهم رغم دفاعهم عن أنفسهم ومناطقهم المسيطرين عليها بكل الوسائل، “لكن تلك الوسائل كانت ضعيفة مقارنة بما كان يحصل عليه النظام من العتاد والدعم السياسي”.