درعا.. فلتانٌ أمني مستمر وسط تواجد قوات الحكومة وأذرع إيران

درعا نورث برس

في مشهد بات شبه يومي ومعتاد في مدينة درعا وريفها، عثر سكان صباح أمس الاثنين، على جثتين في أطراف بلدة المزيريب في ريف المحافظة الغربي، وذلك في ظل استمرار الفلتان الأمني رغم تواجد القوات الحكومية والأذرع الإيرانية.

وقال مصدر مقرب من الضحايا، لنورث برس، إن “الشابين الذين ينحدران من قرية خربة قيس بريف درعا الغربي، هما مدنيان ولا يتبعان لأي جهة عسكرية أو أمنية”.

وأضاف المصدر أن “أسباب القتل مجهولة والجهة التي نفذت عملية القتل مجهولة أيضاً”.

والسبت الماضي، قتل أحد أفراد عصابة حاولت اقتحام مكتب للحوالات المالية فيما أصيب شخص آخر كان قريباً من مكان الحادث.

وقالت مصادر محلية إن “سبب ازدياد عمليات السرقة والتشليح، هي عدم وجود عقوبة رادعة للعصابات التي أصبحت معروفة بكل المنطقة بامتهان السرقة والخطف بقصد الفدية المالية”.

وذكرت أن “الكثير من هذه العصابات يتم الإفراج عنها من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية بعد أخذ مبالغ مالية عالية لقاء ذلك”.

وأشارت إلى أن “أحد الأشخاص المعروفين بالسرقة تم إلقاء القبض عليه من قبل السكان أثناء سرقة أحد المشاريع الزراعية وتم تسليمه للأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية”.

وتابعت المصادر أن السكان تفاجئوا بعد أقل من شهر بـ”الإفراج عنه بعد دفع ثمانية ملايين ليرة سورية”.

وذكرت أن “ذات الشخص ألقي القبض عليه منتصف الشهر الماضي”، وبحسب مصادر مقربة من ذويه، فإن أحد ضباط القوات الحكومية “طلب مبلغ خمسة عشر مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنه”.

صراع النفوذ يزيد الفلتان

أحد وجهاء مدينة درعا، رفض ذكر اسمه، قال إن “الفلتان الأمني في محافظة درعا هو بسبب الصراع بين أجهزة الأمن في الجنوب للسيطرة على طرق تهريب جديدة”.

وأضاف، لنورث برس، أن “الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية شريكة في كل ما يجري من أحداث أمنية في المحافظة”.

وذكر أن تلك الأجهزة “ليست عاجزة عن ضبط الوضع الأمني وإنما هي من تدير اللعبة ضمن صراع النفوذ، ولا تريد الاستقرار الأمني في المحافظة”.

وشدد على أن “إيران لها نفوذ قوي في معظم الأجهزة الأمنية وهي من تعطي تعليمات لمتنفذين في هذه الفروع لتنفيذ بعض الأعمال التي تؤدي لعدم استقرار الجنوب بشكل عام”.

سيطرة الحكومة والانفلات الأمني

في حديث مع أسامة المقداد الناطق باسم موقع “18 آذار” قال، لنورث برس، إن “محافظة درعا لم تشهد الهدوء منذ سيطرة نظام الأسد وميلشياته عليها منتصف عام 2018، بل العكس ازدادت جرائم القتل والاغتيالات”.

ووصف “المقداد”، القتل والاغتيالات بأنها “أصبحت مشهداً يوميا”، وأضاف: “لا يمر يوم على المحافظة إلا وتشهد فيه عمليات اغتيال تطال إما مدنيين أو ناشطين أو عسكريين معارضين”.

ومؤخراً ازادت وتيرة عمليات اغتيال طالت تجار مخدرات، وفي الغالب هي بسبب خلافات بين التجار، بحسب قول “المقداد”.

وقال: “عمليات الاغتيال أصبحت تستهدف المدنيين بشكل كبير في الفترة الأخيرة”.

وذكر أن “الكثير من المدينين العزل أصبحوا عرضه للاستهداف عبر سياسية تتبعها مجموعات الاغتيال التي تديرها أجهزة النظام الأمنية”.

وشدد على أن “الهدف من هذه الاغتيالات هو ترهيب السكان وإفراغ المنطقة من شبابها لتسهل على المليشيات والنظام السيطرة على المحافظة التي ما تزال للآن تشهد أعمالاً مناهضة لها”.

ويرى الناطق باسم “موقع 18آذار” أن المستفيد الأول من الانفلات الأمني هي “ميليشا أسد” فهي تريد أن تبقى المنطقة في حالة فلتان أمني لتكون مبرراً لأي عملية عسكرية في المستقبل.

تواجد حزب اللهوإيران

يرى العميد عبد الله الأسعد، مدير مركز “رصد” للدراسات الاستراتيجية، أن الحال في محافظة درعا لن يتغير إلى الأحسن، و”سيبقى كما هو وقد يزداد سوءاً، من أجل الوصول إلى للنتيجة المرجوة وهي تطفيش الشباب وإفراغ المنطقة من السكان”.

ويشدد على أن “حزب الله اللبناني يحاول عبر أذرعه في درعا أن تكون المنطقة بالكامل فارغة من السكان ولا يبقى فيها إلا القليل ممن ليس لهم تأثير نهائياً”.

ويشير إلى أنه وبحسب اعتقاده، “إيران لا تريد استقراراً في سوريا، ليكون هناك شرق أوسط جديد وتبديل ديموغرافي وإعادة هيكلة المنطقة حسب ما تريده”.

إعداد: إحسان محمد تحرير: محمد القاضي