الطب الشعبي.. مهنة يبدعها الحاج عويرة أحد أبناء الرقة
الرقة – أحمد الحسن – نورث برس
يلجأ أهالي الرقة إلى الطبابة عن طريق الأعشاب الطبية التي يجمعها العطارون حيث بات العلاج الشعبي أو ما يعرف بالطب العربي من أكثر المصطلحات شيوعاً في مجال الرعاية الصحية خلال السنوات الأخيرة.
وتراجع القطاع الصحي في سوريا خلال فترة سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على المدينة وما رافقه من هجرة للخبرات الطبية بسبب القيود التي كانت تفرض على الاطباء.
ومن أشهر الشخصيات المعروفة في مدينة الرقة في هذا المجال الحاج صبحي عويرة الذي اشتهر بجمع الاعشاب النادرة حتى أصبح يُعرف بـلقل "العلام" في مدينة الرقة.
ويعمل الحاج عويرة البالغ من العمر /82/ عاماً مع أبنائه وأحفاده على جمع الاعشاب والأشياء النادرة التي تستخدم للعلاج من جميع المحافظات السورية.
ويقول عويرة لـ"نورث برس"، "ورثت هذه المهنة عن أبي الذي ورثها عن جدي والذي بدوره عمل على جمع الأعشاب منذ أكثر من /150/ عاماً".
ويضيف بأنهم يأتون بالأعشاب الطبية من دمشق وسهل الغاب حيث تتميز أعشاب تلك المنطقة بجودتها حسب وصفه، وأما بالنسبة للتوابل فيأتون بها من حلب.
سنين الخبرة الطويلة
لم يقتصر عمل عويرة على جمع الأعشاب الطبية والتوابل بل منحته سنين الخبرة الطويلة وما ورثه عن أجداده قدرة على العمل كطبيب يقصده الناس للتداوي في بعض الحالات النادرة كالأمراض الجلدية وما يتعلق بالعقم عند النساء والرجال.
وفي هذا السياق يقول عويرة، "لدينا علاج للعقم عن طريق خلطات من الأعشاب الطبيعية والعسل وقد أثبتت نجاحها بعد تجارب".
ويعتبر عمل العطارين مرادفاً للطب في مدينة الرقة حيث يعتمد عليه الكثيرون وذلك لاحتوائه على مواد طبيعية وخصوصاً بعد غياب الرقابة الدوائية في مدينة الرقة، حيث بيّنت فتحية الأحمد من مدينة الرقة أنها تجد كل ما تحتاج إليه من الأعشاب بغرض استخدامها لغايات علاجية.
الجدير بالذكر أنه في محافظة الرقة لم يعد يعمل في هذا المجال سوى الحاج عويرة، وهو شخصية شعبية اكتسبت ثقة سكان المدينة.
يذكر أن كلمة العطار كانت تُطلق على بائع العطر والبخور، ومهنة العطارة مهنة تراثية ترتبط بشعوب الشرق القديم كالصين والهند وبلاد فارس، وتُعتبر المغرب ومصر واليمن أشهر الدول بهذه المهنة.