الألوان تؤازر منكوبي الزلزال في معرض فنّي بدمشق
دمشق – نورث برس
في بادرة إنسانية من فنانين سوريين لدعم متضرري الزلزال، افتتح أمس الثلاثاء، في صالة الشعب بدمشق، معرضاً فنياً حمل عنوان “آلام”، حيث شاركَ فيه قرابة خمسون فناناً سورياً من أجيال مختلفة، وبخامات وأساليب متنوعة شكّلت قرابة سبعين لوحة، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال النحتيّة.

وفي تصريح خاص لنورث برس أشار الفنان السوري ناصر عبيد إلى أن المعرض هو ثمرة عمل جماعي مشترك، بمبادرة من اتحاد الفنانين التشكيليين، وتطوع الفنانين السوريين من أعمار متفاوتة، بعضهم يشارك لأول مرة، وذلك من أجل أن تكون هذه الأعمال نوعاً من مساعدة ولو بسيطة لمتضرري الزلزال.
وأضاف عبيد: “حتى وإن كان هناك من يقول إنّ هذه المبادرات لا تنفع الناس على أرض الواقع، لكنها في نظرنا على العكس من ذلك تماما”.
لفتة إنسانية كبيرة
ويرى الفنان موفق المصري في هذا المعرض “لفتة إنسانية كبيرة، يستطيع من خلالها كفنان أن يقدّم ولو شيئاً متواضعاً لِمَنْ هم بحاجة من منكوبي الزلزال”.
وحول خصوصيّة مشاركته يقول المصري: “لعلّي أشير هنا إلى المواد الداخلة في لوحتي، وهي مشغولة بما يشبه تقنية “الكولاج” منها مواد بناء مثل الحصى الصغيرة والرمل وبقايا من أكياس قماشية تشبه القنّب ممزوجة مع الغِراء، كما أن وجود السمكة الخارجة من الوحل نحو السماء الزرقاء، شكّلتُها في رمزية معكوسة لتشير إلى الرغبة بالخلاص، نحن نعلم أن السمكة إنْ خرجتْ من الماء تموت، لكنني هنا جعلتُ من السماء الزرقاء خَلاصاً من ركام القاع وأنقاض الحياة وبقايا البيوت”.

أغنيات ومقطوعات موسيقية
بدورها أشارت الفنانة السورية فاطمة السودي إلى أهمية هذا النوع من المبادرات “فهي إن لم تساهم بالدعم المالي، إلا أنها تشكل دعماً نفسياً ومعنوياً لأهلنا المنكوبين، حين يعلمون أننا نقف إلى جانبهم في مأساتهم، وأننا لم ننسهم، وإنهم في وجداننا”.
الفنانة السودي أشرفت على مجموعة من الشابات من “مخيم الوافدين”، وشكّلن فرقة عازفات على آلات الكمان، حيث عزفن أغنيات ومقطوعات موسيقية متنوعة خلال المعرض.