أسطوانة الغاز المنزلي يطول انتظارها في الرقة
الرقة – نورث برس
بعد أن استلم طه أسطوانة الغاز المخصصة له في نهاية الأسبوع الماضي، قرر عدم استخدامها ورفعها لبداية شهر رمضان القادم، حيث يجد حاجتها الملحّة في ذاك الشهر.
وما دفعه لذلك، رغبته بتوفير الراحة وبعض المصاريف التي ترتفع خلال شهر رمضان المبارك، خاصة في ظل تباعد فترة الحصول على أسطوانة غاز لفترات تصل إلى ثلاثة أشهر.
ويعاني طه الياسين (40 عاماً) من سكان الرقة شمالي سوريا، من مشكلة تأمين أسطوانة غاز، حيث يضطر لانتظار شهرين ليحين وقت التسجيل على أخرى.
يقول “الياسين” إن مدة التسجيل لدى “الكومين” للحصول على مخصصاتهم من الغاز، تستغرق أكثر من شهر ونصف، وأحياناً تقارب الشهرين.
الأمر الذي يشكل عبئاً عليه، إذ يضطر للانتظار كل هذه المدة لعدم قدرته على شراء الأسطوانة من السوق السوداء.
ويعاني سكان في الرقة من تأخير استلامهم لمخصصاتهم من الغاز المنزلي، الأمر الذي يدفعهم لاستخدام وسائل بديلة في ظل غلاء أسعار أسطوانات الغاز في السوق السوداء.
ويتراوح سعر الأسطوانة في السوق السوداء بين 60 و75 ألف ليرة، وتختلف بحسب الوزن، وهذا ما يجعل عملية تبديلها مكلفة بالنسبة للرجل “نحن شعب فقير”، يقول “الياسين”.
وتخصص الإدارة الذاتية أسطوانة غاز لكل عائلة، تُمنح وفق بطاقة المحروقات التي أصدرتها في وقت سابق، وكانت مخصصات العائلة الواحدة أسطوانة شهرياً، لتتراجع إلى واحدة كل شهرين وأحياناً ثلاثة أشهر.
ويقول “الياسين” وهو رب أسرة من سبعة أشخاص، إنهم عادوا لاستخدام الوسائل البدائية والقديمة مثل “البابور”، وذلك بعد انتهاء أسطوانة الغاز، وعدم تغطيتها لحاجته المنزلية، بسبب تباعد فترات منحها.
وفاقم مشكلة الغاز المنزلي في مناطق الإدارة الذاتية، استهداف الطائرات التركية المسيرة والحربية، معمل الغاز بريف السويدية، في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الفائت، إذ تعرض لغارتين بأربع هجمات، الأمر الذي أدى لخروجه عن الخدمة لأشهر.
ويستخدم محمد حماد (44عاماً) من سكان الرقة، أيضاً “البابور” إلى جانب أسطوانة الغاز التي يحصل عليها من “الكومين”.
يقول الرجل لنورث برس: “نستخدم الأسطوانة فقط لعمل الشاي والقهوة، حتى نستطيع توفيرها لمدة أطول في البيت”.
ويضيف، أن المدة بين تسجيل وآخر طويلة، قد تصل لشهرين، بينما لا تكفي الأسطوانة لأكثر من 20 يوماً.
لذا، يضطر لاستخدام “البابور” في بقية الأيام لعدم قدرته على تبديل أسطوانته في “السوق الحرة”، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها غالبية سكان مناطق الإدارة الذاتية.
ونتيجة الإقبال عليه، يصل سعر الليتر الواحد من الغاز إلى 3 آلاف ليرة، رغم خطورة استخدامه، إذ يُسبب حرائق، خاصة مع تلاعب بعض التجّار بالمادة وخلطها بالمازوت والبنزين.
ويطالب “حماد” الجهات المعنية بزيادة الكمية المخصصة من الغاز المنزلي، وتقليص مدة التسجيل على أسطوانات الغاز المنزلي، لتتوفر المادة لدى الجميع.
بينما يعزو أيمن العلي مسؤول في مكتب الغاز في مديرية المحروقات في الرقة (سادكوب)، مشكلة الغاز المنزلي لنقص مخصصات المدينة، والتي تصل إلى 4 دفعات شهرياً، كما تُقسم مدينة الرقة لـ 4 مجالس.
ونتيجة النقص في الكميات يوزعون لكل مجلسين الدفعات القادمة شهرياً، بينما يُؤجل المجلسين الآخرين للشهر الذي يليه، طبقاً لـ “العلي”.
وشدد على أن هذه الكمية قليلة مقارنة بعدد العوائل، “ولكن هذا المتوفر حالياً بسبب الضغط على المعمل”، على حد قوله.
وذكر “العلي”، أن المدة المحددة لتسجيل الأسطوانات من قبل المديرية بالنسبة لمجالس المدينة، من شهر إلى شهر ونصف.
وبحسب آخر إحصائية للتدفئة بين الريف والمدينة، تم تسجيل قرابة 150 ألف بطاقة، في حين تصل إلى المديرية شهرياً ما بين 44400 إلى 59200 أسطوانة، وفق “العلي”.