نحات من الرقة: تنظيم الدولة منع النحت معتبراً إياه “عملاً وثنياً”

الرقة – أحمد الحسن – نورث برس

على غرار جميع الفنون الأخرى, من غناء ورسم ومسرح وسينما, منع تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) أثناء سيطرته على مدينة الرقة فن النحت, معتبراً إياه "كفراً", فضلاً عن تدميره أغلب المجسمات والمنحوتات.

إذ تعمّد مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) تدمير جميع أشكال الفنون في الرقة, معتبرين الفنانين "منبوذون", والفن "محرماً".

"من كان يصدق أنّ هذا النوع من الفنون سوف يعود إلى الرقة؟", قالها عامر مصطفى عميرو, فنان تشكيلي من الرقة وهو يقوم بنحت امرأة بزي من تراث الرقة.

يوضح عميرو  لـ"نورث برس" أنه ترك فن النحت واعتزله, أثناء سيطرة فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا وتنظيم "الدولة الإسلامية" على الرقة, "خوفاً من بطش تلك الفصائل ومسلحي التنظيم الذين جاءوا بتوجهاتّ مختلفة"، حسب تعبيره.

وينوه عميرو إلى أن التنظيم جاء بقوانين صارمة مقيدةً الحجر والبشر في مناطق حكمه, مشيراً إلى أن مسلحي التنظيم قاموا بتحطيم اللوحات والمجسمات الفنية بحجة أنها تمثل "الوثنية".

ويردف عميرو أن تنظيم "الدولة" فرض "قوانين دموية على من يعمل في هذا المجال", الأمر الذي دفعه إلى البحث عن عمل آخر, حيث عمل عميرو كسائق سيارة أجرة في المدينة, ليعمل بعد ذلك عاملاً في الكهرباء.

ويؤكد عميرو أن المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي تنظيم "الدولة" واستهداف طيران التحالف الدولي لمواقع تحصين الأخيرة, أدت لفقده أكثر من /50/ عملاً فنياً في المركز الثقافي بمدينة الرقة.

وبعد طرد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) من الرقة, عاد عميرو مرة أخرى لفن النحت, مجسداً في لوحاته البيئة الفراتية, إذ يقول عميرو في هذا السياق "قمت بإعادة تاريخنا الفني والذي تجسد بمجموعة من اللوحات الفنية, كان في مقدمتها نصب تذكاري للخليفة العباسي هارون الرشيد مع مجموعة من اللوحات التي تمثل البيئة الفراتية بكل تفاصيلها".

ويدعو عميرو جميع أبناء مدينة الرقة الذين أجبرتهم ظروف الحرب على الهجرة, للعودة إلى مدينتهم "ليساهموا في إعادة بناء ما خربته آلة الحرب".

يذكر أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قام بتحطيم العديد من التماثيل والآثار ومنها تمثال "أسد شيران" الأثري في مدينة الرقة, الذي كان موجوداً على مدخل حديقة "الرشيد" وسط المدينة, وتمثال آخر، على اعتبار أن هذه التماثيل التي تعود إلى العصر الآشوري تعد "صنماً وشركاً بالله"، من وجهة نظر التنظيم.