القامشلي – نورث برس
انتقدت المعارضة السورية بكافة تشكيلاتها الزيارات العربية لدمشق والتصريحات بضرورة عودتها لحضن الوطن، في الوقت الذي لا تزال تلتزم الصمت حيال ما يشهده ملف التطبيع المحتمل بين أنقرة ودمشق، خاصة وأن روسيا دعت مؤخراً إليه مجدداً بين الجارتين.
والأسبوع الماضي، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أن “الخلافات بين دمشق وأنقرة يمكن تجاوزها”، مشدداً على مواصلة بلاده “مساعدة الطرفين في إيجاد حلول مقبولة لهما، من أجل تطبيع العلاقات واستعادة علاقات حسن الجوار التقليدية السورية التركية”.
وسط هذا الزخم من التطورات المتسارعة والتحركات العربية نحو دمشق، هل ستفضي تنديدات المعارضة الشديدة إلى نتيجة؟، أم على عادتها ستبقى في مهب الريح؟
اتصالات وتحشيد
قال يحيى مكتبي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض، إن “المعارضة تعمل على استمرار التواصل مع كافة الدول، لتوضيح موقفنا من جهة، ومن جهة أخرى نعمل على التحشيد والتنسيق ما بين الائتلاف والعديد من المنظمات والمؤسسات والكيانات السورية الفاعلة”.
وأضاف مكتبي لنورث برس، أنه “لدينا رسائل موحدة وواضحة بخصوص التقارب مع نظام الأسد وأن هذا التقارب لن يعطي حلاً مستداماً في سوريا، ولن يعيد اللاجئين إلى سوريا ولن يُخرجها من الوضع السيء الذي وصلت إليه”.
ومنتصف الشهر الماضي، زار وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي دمشق، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية فيصل المقداد، لتكون الأولى منذ 2012.
تلتها زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض، أعقبتها مطلع الأسبوع زيارة لممثلي برلمانات عربية عقب اختتام أعمال مؤتمر الاتحاد الـ34 في بغداد السبت الفائت، وآخرها كانت لوزير خارجية مصر سامح شكري، والتي انتقدت بشدة من قبل واشنطن.
وذكر مكتبي أن “التقارب مع نظام الأسد سيعقد الأمور وستتضاعف أعداد اللاجئين إن لم نصل إلى حل سياسي ذي مصداقية، وقائم على القرارات الدولية، يحقق الحد المقبول للسوريين”.
وشدد السياسي السوري على أن “كلُ تقارب مع نظام الأسد مستنكر وغير مقبول من قبلنا”. وأضاف: “نقول بلغة سياسية مصلحية: ليس لدى نظام الأسد ما يقدمه للدول التي تتقارب معه على الإطلاق؛ سوى المزيد من إرسال المخدرات والأسلحة لزعزعة أمنها واستقرارها”.
وأعرب عن اعتقاده أن “نظام الأسد غير قادر على تقليص أو تحجيم الوجود الإيراني في سوريا ومنع إرسال السلاح إلى حزب الله في لبنان، وغير قادر على السيطرة على الأرض في المناطق الخارجة عن سيطرته”.
تعويل على مواقف واشنطن
قال حسن الحريري عضو اللجنة الدستورية المصغرة، لنورث برس، إن “الولايات المتحدة الأميركية تحدثت بشكل واضح، أنه لن يكون هناك تعويم لهذا النظام طالما لم يتم الامتثال للقرارات الدولية”.
وأضاف الحريري: “يساند الموقف الخاص واشنطن موقف الاتحاد الأوروبي، الذي ما زال كما هو يرفض التطبيع مع نظام الأسد ويرفض التعويم”.
الاثنين الماضي، انتقد بشدة بيان مشترك لنائبين في الكونغرس الأميركي، فرينش هيل (جمهوري)، وبرندان بويل (ديمقراطي)، وهما “الرئيسان المشتركان لمجموعة أصدقاء سوريا الحرة والمستقرة والديمقراطية” زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق.
وجاء في البيان: “لا ينبغي لأي دولة ذات سيادة أن تقع في غرام تواضع الأسد المزعوم أو الحاجة إلى المساعدة، وخاصة إن كانت هذه الدولة حليفاً للولايات المتحدة مثل مصر”.
كما علق السيناتور الجمهوري، والعضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، جيم ريش، عبر تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، على زيارة وزير الخارجية المصري لدمشق.
وقال إن “الموجة الأخيرة من التواصل مع الأسد لن تفيد شركاءنا العرب، ولن يكون من شأنها إلا فتح الباب لعقوبات أميركية محتملة”.
وأشار الحريري إلى أن تلك الزيارات “هي مناورة من قبل تلك الوفود من أجل خلق أوراق بهذا الخصوص، حيث أن الدول العربية لم تستفد من الموضوع السوري عندما تركت الساحة السورية، في حين كان هناك استفادة مباشرة لدول إقليمية”.
وشدد على أن “وجهة نظر الدول التي تحاول التقارب مع نظام الأسد ليست كوجهة نظر المعارضة السورية، التي ترفض رفضاً قاطعاً التواصل مع هذا النظام، وهناك قرارات دولية يجب تنفيذها وعلى رأسها القرار 2254”.