إدلب ـ نورث برس
يستغرب موسى من تبني بعض الأشخاص في الداخل السوري، لأطفال فقدوا ذويهم في مناطق سيطرة المعارضة السورية، جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من الشهر الماضي.
ويشرح موسى السويد، اسم مستعار لإداري في مركز رعاية للأيتام في مدينة سرمدا، إجراءات تبني الأطفال سواء مجهولي النسب أو الذين فقدوا آبائهم.
ويقول لنورث برس: “سابقاً كانت القيود والضوابط الأمنية لعملية استقبال طفل أو رعايته في المركز وعملية إعطائه لشخص يتبناه أو يكفله مشددة وتخضع لرقابة مستدامة وكفالة من عدة أشخاص للطرف المتبني”.
لكن ما يثير قلق واستفسار “السويد”، هو ما يجري اليوم خاصة بعد حادثة الزلزال، “فأكثر من 11 طفلاً وطفلة فقدوا ذويهم في الزلزال، تم تبنيهم من قبل بعض المتبرعين في الداخل السوري، حتى دون أن تدرج أسماؤهم لدى الجهات المختصة”.
ويرى الإداري أن عمليات التبني تلك تأتي في إطار “استغلال الوضع الأمني الضبابي الذي تعيشه المنطقة عقب الزلزال، وغياب الجهة التي ترصد وتحصي وتتابع أمر هؤلاء الأطفال أو مصيرهم مع المتبني”.
ويشير إلى أن طريقة حصولهم على تلك الأرقام تكون عبر التواصل والتنسيق مع مراكز الأيتام الأخرى المتواجدة في المنطقة بالإضافة لمكتب التنمية المسؤول عن هذا الموضوع.
وخلفت كارثة الزلازل أزمات مختلفة العمق والتأثير، أبرزها أطفال فقدوا ذويهم في بعض المناطق المنكوبة، إذ بات قسم منهم “سلعة تجارية ما بين مراكز الإيواء أو المتبني”.
وبحسب مصادر متعددة في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، ومناطق الجيش الوطني، تم إحصاء أكثر من 27 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين العام والسبعة أعوام، لا زالوا مفقودي الأثر في ظل ضبابية المشهد وانعدام الرقابة الأمنية التي تعيشها المنطقة.
وأخرج فريق الدفاع المدني، طفلة بعمر العامين، فقدت ذويها تحت أنقاض الزلزال في بلدة سلقين غربي إدلب، ووضعوها في سيارة الإسعاف.
وخشية عليها من البرد والجوع، تطوع مهند اليافي، وهو اسم مستعار لأحد سكان البلدة، وتبنى الطفلة، وأطلق عليها اسم “خلود”، وسجل اسمه وبياناته الشخصية لدى الدفاع المدني في حال سأل أحد ما عن الطفلة.
ومنذ 22 يومياً تقيم الطفلة لدى عائلة “اليافي”، وحتى الآن “لم يزرنا أحد للسؤال أو الاستفسار عنها”.
ويعامل الرجل الطفلة كما يعامل أبناءه، “لكن أن لا يتم متابعة أمرها وتفقدها، فهذا يعني أن عشرات الأطفال قد يكونوا ضحية عمليات التبني لا سيما الفتيات الصغار، ناهيك عن عملية البيع التي قد يخضعون لها مع وجود ضعاف النفوس”، يقول “اليافي”.
وقالت وداد حفسرجاني، اسم مستعار لموظفة في أحد مراكز رعاية الطفولة في إدلب، “نحاول عبر فرقنا وعلاقاتنا الموجودة في إدلب وريفها وأيضا في مناطق الجيش الوطني تعقب أي انتهاك أو رصد حالات الأطفال ممن فقدوا ذويهم في الزلزال ولا زالوا مجهولي الهوية”.
وتضيف لنورث برس: “لكن سلطات الأمر الواقع تحول دون ذلك بصورة دائمة بحجة أن القرار بيدهم”.
ورصد الفريق، بحسب “حفسرجاني”، أكثر من 27 طفلاً تم الإبلاغ عنهم لدى الجهات المختصة وفرق الإنقاذ، “على أنهم مفقودين ولازالوا كذلك رغم الانتهاء من أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض”.